نيروبي (رويترز) - انسحب نواب في جنوب السودان من عرض تمهيدي لميزانية السنة المالية 2019-2020 قدمه وزير المالية يوم الخميس في تصرف عزاه أحد المشرعين إلى حالة الإحباط الناجمة عن عدم صرف رواتب موظفي القطاع العام والجنود.
ويعكس انسحاب النواب مدى هشاشة الحكومة في جنوب السودان بعد أشهر من إبرام أحدث اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية التي كانت النزاعات العرقية السبب الرئيسي فيها وأدت إلى مقتل 400 ألف شخص وإجبار الملايين على الفرار وتعطل إنتاج النفط.
وصاح أحد النواب قائلا "جيشنا يقطع الأشجار لكسب قوت يومه، وبعثاتنا الأجنبية... مر قرابة عام حاليا ونحن عاجزون عن صرف رواتبهم. المعلمون لا يتلقون أجورهم. وماذا نحن فاعلون؟ نطرح حاليا ميزانية جديدة بينما لم تُصرف رواتبنا".
وأرجأ رئيس البرلمان أنتوني لينو الجلسة. وقال "استمعت للمخاوف التي عبرتم عنها، ولكن لا تعجبني طريقتكم في عرضها. سنؤجل الجلسة وسندعو المجلس للانعقاد في موعد سنعلن عنه".
وكان القتال قد اندلع بين قوات موالية للرئيس سلفا كير وأخرى تابعة لمنافسه ونائبه السابق ريك مشار في أواخر عام 2013، بعد أقل من ثلاثة أعوام من إعلان جنوب السودان استقلاله عن السودان وسط احتفالات ووعود بتقديم الدعم من القوى العالمية.
ولا يزال اتفاق سلام جرى توقيعه في شهر سبتمبر أيلول الماضي صامدا إلى حد كبير، وهو الأحدث ضمن سلسلة من الاتفاقات التي تم التوصل إليها منذ 2013.
وفي مايو أيار، اتفق الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في جنوب السودان على منح أنفسهم ستة أشهر إضافية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار اتفاق السلام.
(إعداد أحمد السيد للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)