Investing.com - خلال الشهر الجاري، تراجعت عائدات سندات الحكومية الألمانية إلى النطاق السالب، مما تسبب في إثارة الأسواق العالمية، كما أنه عزز الاتجاه السائد من العقد الماضي، وهو تصرف الدول المتقدمة على أنها اقتصادات ناشئة.
علق "ماريو دراجي" رئيس البنك المركزي الأوروبي على مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، قائلًا: إن المزيد من التخفيض في أسعار الفائدة وتدابير التيسير لاحتواء الآثار الجانبية ستظل جزء أساسي من أدوات صناع القرار.
يرى البعض أن تلك التصريحات تشبه خطابه الذي ألقاه في لندن في عام 2012، والذي كان يحمل عنوان "أيًا ما يتطلبه الأمر"، ففي هذا الوقت أدت ردود فعل السوق إلى حركة صعودية كبيرة لأسعار السندات الألمانية، وفي نفس اليوم تراجع العائد على السند العشري إلى 0.32% بنحو 8 نقاط.
دفعت احتمالية إقرار المركزي الأوروبي للمزيد من إجراءات التحفيز مؤشر "داكس" الألماني" إلى الصعود بنسبة 2%، وفي نفس الوقت انخفضت قيمة اليورو، خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، وهو نفس اليوم الذي تراجعت فيه عائدات السندات الألمانية إلى النطاق السالب.
وقد أدى ضعف اليورو إلى إثارة غضب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي وصف سعر صرف العملة الأوروربية الموحدة بأنه أمر "غير العادل"، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كانت السياسة التجارية للولايات المتحدة ستركز مع أوروبا التي تمتلك فائض تجاري هائل.
وبدأ القلق بشأن ما ستفعله أسعار الفائدة المنخفضة تجاه سلامة النظام المالي الأوروبي يسيطر على المستثمرين، حيث بدأ البعض يتساءل عن قدرته على تقديم خدمات الحماية المالية طويلة الأجل للأسر.
خلال الفترة الأخيرة، ظهرت بعض الأمور التي تعكس تلويث السياسة الفوضوية نفسها للمؤسسات والاقتصاد، كصعود السياسات الشعبوية في العديد من المناطق حول العالم، والهجوم العنيف الذي يشنه الساسة على البنوك المركزية، مثل هجوم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والانتقادات المستمرة التي يوجهها لرئيسيه "جيرم باول"، والإعلان الأخير للمركزي الأوروبي يعد خطوة أخرى في هذه العملية.
لا يمكن للاقتصادات المتقدمة أن تتحول إلى نامية، ولكن يمكن للمحللين وصانعي القرارات الاستفادة بشكل أكبر من النظر في تجربة الاقتصادات الناشئة، حتى يكونوا قادرين على معرفة وتقييم بعض ما ينتظر الدول المتقدمة.