- Investing.com غضب عارم يجتاح القاعدة الكبيرة من المساهمين في مصرف "دويتشه بنك"، الذي عرف طويلًا بأنه عصب الاقتصاد الألماني ورمز للقوة الاقتصادية الألمانية، بسبب الانهيار الحاد الذي شهده خلال الفترة الأخيرة، وفشله في التعافي، حيث وصل السهم إلى أدنى مستوياته على مدار تاريخه البالغ 149 عامًا.
لم تنجح إدارة مصرف "دويتشه بنك" في تهدئة المستثمرين الغاضبين خلال اجتماع المساهمين الذي استمر تسع ساعات في الشهر الماضي، والذي شهد نقاشات حادة، حيث قال أحد المستثمرين، إذا كان البابا بنديكت السادس عشر يمكن أن يستقيل، فلماذا لا يمكن لـ "بول أخليتنر" رئيس إدارة المصرف فعل ذلك؟.
ويتوقع المحللون أن يعلن الرئيس التنفيذي "كريستيان سوينغ" عن خطة محكمة للمستقبل خلال الإعلان عن النتائج النصف سنوية للبنك خلال الشهر القادم، كما سيحاول تهدئة الموظفين أصحاب المواهب لمنعهم من المغادرة.
وصرحت مصادر مطلعة، بأن "إد سانكي" الرئيس المشارك لأعمال أسواق رأس المال التابعة للمصرف، قدم استقالته وذهب للعمل في مكان آخر، لافتة إلى أن الموظفين يشعرون بأن العجلة لا تدور في الاتجاه الصحيح.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن البنك يدرس حاليًا خطة إصلاح شاملة لعملياته التجارية، تتضمن تأسيس وحدة لمعالجة الأصول غير المرغوب فيها والتي تقدر قيمتها بنحو 50 مليار يورو، وتقليل عدد الوظائف في وحدة الأسهم والتداول الأمريكية، وتسببت هذه الأنباء في إثارة قلق من حدوث تعديلات بالمناصب القيادية الداخلية.
شهد المصرف الذي يخضع للتدقيق نتيجة علاقته بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تباطؤ شديد في الأداء على مدار السنوات الأخيرة، حيث تكبد مصاريف لإعادة الهيكلة والمنافسة مع أقرانه الأمريكيين الذين تفوقوا عليه منذ الانهيار المالي، كما عاني كثيرًا بسبب تحقيقات التورط في غسل الأموال والتلاعب وانتهاك العقوبات.
يقول عدد من الموظفين السابقين الذين عملوا في البنك، إن تدهور أداء "دويتشه بنك" قد بدأ قبل الأزمة المالية العالمية بسنوات طويلة، وبالتحديد في عام 1989 بعد اغتيال رئيس مجلي الإدارة "ألفريد هيرهاوزن"، حيث صارت الإدارة سيئة قامت ببعض الأعمال التي نالت من سمعة المصرف.
ويرى أحد التنفيذين السابقين، الذي عمل خلال أوائل التسعينات، في مقر البنك في "فرانكفورت" إن أداء المصرف كان ناجح جدًا لدرجة أن جميع العاملين فيه كانوا على ثقة من عدم قدرة الأمريكيين على تشكيل أي تهديد.
وصرح "مايكل هيوسون" المحلل لدى "سي إم سي ماركتس" إن الأفكار والحلول المقترحة في الوقت الحالي ليست كافة لإصلاح البنك، فعملية التحول متأخرة منذ عامين، فقد كان من الضروري التركيز على إدارة الثروات منذ سنوات.