- Investing.com من المحتمل أن يخسر الاقتصاد العالمي أكثر من تريليون دولار، في حال فشل الاجتماع المقرر عقده بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الصيني " شي جين بينغ" على هامش قمة مجموعة العشرين التي تبدأ الجمعه المقبلة، واشتعال الحرب التجارية بين البلدين بسبب الرسوم الجمركية.
يتابع الشركاء التجاريون للبلدين الأوضاع الاقتصادية عن كثب، خاصة المتعلقة بسلسلة التوريد الآسيوية التي تتلقى ضربة موجعة في كل مرة تتعرض فيها التجارة العالمية للضرب، على الرغم من أنها بعضها قد نجح في تعديل إنتاجه والاستفادة من الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الصيني.
إن اللقاء المقرر عقده بين "ترامب" و"جين بينغ" في بوينس آيريس الجمعة القادمة، قد يسفر عنه تقليل حدة التوترات بين البلدين، أو إبقاء الرسوم الجمركية معلقة، وربما تستفيد شركة "هواوي" من هذا اللقاء، أما في حال فشل المفاوضات فسيتم فرض تعريفة قدرها 25% على جميع التعاملات التجارية بين البلدين، وسيؤدي هذا إلى تراجع قوي في التجارة العالمية قد يجعلها تخسر 1.2 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية عام 2021.
وبالطبع، هذا الأمر ليس سبب كافي لإحداث ركود، إلا أنه سيدفع النمو العالمي إلى تسجيل أقل وتيرة له منذ الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في عام 2008.
ومن جانبها، رفضت عدد من الشركات العالمية مثل "إنتل" و"ديل" و"مايكروسوفت" فرض رسوم جمركية على الحواسيب المحمولة واللوحية، مبررة موقفها بأن تلك الرسوم ستزيد أسعار المستهلكين وستلحق الضرر بالأعمال التجارية.
وحتى في حال التزام البلدين بالتعريفات الجمركية الحالية، فإن الضرر الذي لحق بأكبر اقتصادين على مستوى العالم كبير للغاية، فقد كشفت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن واردات أمريكا من الصين تراجعت خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة 26% على أساس سنوي.
قال "ترامب" خلال لقاء تليفزيوني قريب، إن جميع الشركات التي تدفع الرسوم الجمركية تنتقل إلى فيتنام ودول أخرى في آسيا، وهذا بالطبع أمر سئ بالنسبة لبكين.
ارتفعت مبيعات تايوان من نفس فئات المنتجات الصينية التي فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة قدرها 30% خلال الربع الأول من العام الجاري، كما ارتفعت مبيعات فيتنام بنسبة 20% وكوريا الجنوبية بنسبة 17%، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.
تأتي بكين في صدارة الدول المعرضة للخطر في حال حدوث تقلبات بالاقتصاد العالمي، حيث يرتبط حوالي 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي لها بالتجارة مع أمريكا، التي تمتلك اقتصاد أكبر وأقوى ودور أقل للصادرات، وهذا يعني أن التجارة مع بكين تمثل 1.3% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي.
يرى 35 خبيرًا اقتصاديًا أنه سيتم الاتفاق على شكل من أشكال التسوية بين البلدين، وهناك احتمال نسبته 50% لإقرار هدنة طويلة مع استمرار التعريفات الجمركية عند مستوياتها الحالية، ويوجد احتمال آخر نسبته 20% للتوصل إلى اتقاق جزئي من شأنه تقليل التعريفات.