من محمد مخشف وسامي عابودي
عدن (رويترز) - اشتبك مقاتلون موالون للرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي مع مقاتلين من جماعة الحوثي المدعومة من إيران يوم الأحد في وسط مدينة عدن.
وأبلغ أنصار لهادي في الميناء الجنوبي عن اندلاع معركة بالأسلحة في حي كريتر بوسط المدينة قتل خلالها ثلاثة أشخاص. وقال أنصار هادي إنهم استعادوا السيطرة على المطار الذي تغير المسيطرون عليه عدة مرات خلال الأيام الخمسة الأخيرة من القتال.
وقال مسؤول في عدن وشهود عيان لرويترز إن سفينة حربية صينية رست في الميناء يوم الأحد لإجلاء الدبلوماسيين والعمال المغتربين الصينيين.
وقالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء إن الضربات الجوية بقيادة السعودية أسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 88 خلال الليل. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
ويمثل الشيعة الذين ينتمي لهم الحوثيون نحو ثلث سكان اليمن. وصعد الحوثيون كأقوى مجموعة في البلاد عندما سيطروا على صنعاء العام الماضي.
وحشدت السعودية دعم دول عربية سنية في الحملة الجوية لدعم هادي الذي انتقل إلى عدن في فبراير شباط والموجود الآن في الرياض بعد أن غادر اليمن خلال الأسبوع المنصرم.
وأدت المعارك إلى اندلاع حرب أهلية في البلد الذي يعاني بالفعل من الفوضى والذي كان مسرحا لحرب تشنها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة.
وفي الوقت الذي واصل فيه المقاتلون الحوثيون ووحدات الجيش المتحالفة معهم تحقيق مكاسب بعد الضربات الجوية التي بدأت فجر الخميس فقد بدا أنهم يواجهون انتكاسات يوم الأحد على ثلاث جبهات هي الضواحي الشرقية لعدن ومحافظة الضالع شمالي المدينة ومحافظة الشبوة الشرقية.
وقال متحدث عسكري سعودي إن التحالف الذي تقوده الرياض سيكثف الضغط على الحوثيين وحلفائهم خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال العميد أحمد عسيري خلال مؤتمر صحفي في الرياض "اؤكد أنه لن يكون هناك فى الأيام القادمة أى مكان آمن لأى تجمعات لمليشيات."
وضربت طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية أهدافا عسكرية في مطارات بالعاصمة صنعاء وميناء الحديدة الرئيسي المطل على البحر الأحمر. لكن عسيري قال إن العمليات فوق الحديدة توقفت لساعتين للسماح بإجلاء 500 مواطن باكستاني.
وفي مدينة صعدة الشمالية وهي معقل للحوثيين قرب الحدود السعودية أصابت الضربات قواعد عسكرية تابعة للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي لا يزال يسيطر على معظم وحدات الجيش.
وقال عسيري إن الضربات التي وقعت ليل السبت استهدفت طائرات تابعة للقوات الجوية اليمنية السابقة كان الحوثيون نقلوها من صنعاء إلى قاعدة جوية اخرى. وأضاف أن المقاتلات التي لا تزال في حوزة الحوثيين قليلة للغاية وسيتم تدميرها أيضا.
وتنحى صالح عن السلطة في أعقاب الانتفاضة ضد حكمه في 2011 لكنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في اليمن. وناشد صالح القمة العربية في مصر يوم السبت وقف الهجوم الذي بدأ قبل أربعة أيام واستئناف المحادثات بشأن التحول السياسي في اليمن. ووعد بأنه لن يسعى هو أو أي من أقربائه للرئاسة.
ورفض رياض ياسين وزير خارجية هادي تصريحات صالح بوصفها "كلام الخاسرين".
والتدخل العسكري للرياض هو أحدث جبهة في صراع متنام مع إيران على النفوذ في المنط٧لون لهادي يوم الأحد إنهم استعادو السيطرة على مطار عدن بعد معارك استمرت طول الليل. وتسببت المعارك العنيفة في المنطقة خلال الأسبوع الماضي في إجلاء الدبلوماسيين الأجانب من المدينة عن طريق البحر. ونقل الدبلوماسيون في زوارق تابعة للبحرية السعودية إلى ميناء جدة.
وأبلغ شهود في حي دار سعد في شمال عدن عن تدمير دبابتين على أيدي أنصار هادي الذين يحاربون وحدات من الجيش تقاتل إلى جانب الحوثيين. وقال أنصار هادي إن خمسة من الحوثيين قتلوا في الأحياء.
وفي تصريحات موجهة لزعماء الدول العربية المجتمعين في مصر ناشد صالح التحالف الذي تقوده السعودية يوم السبت بوقف "العدوان والعودة لطاولة المفاوضات" قائلا إن هادي فشل في إدارة دفة الحكم.
وقال صالح "لنذهب إلى الحوار وصناديق الاقتراع ونعدكم أنا وأي أحد من أقربائي بعدم الترشح للرئاسة."
لكن يبدو أن كلام صالح لم يلق اهتماما يذكر -ظاهريا على الأقل - لدى السعودية ومسؤولين يمنيين.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان خلال القمة العربية إن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقق أهدافها.
وقال رياض ياسين وزير خارجية هادي "لا نفكر في الحوار في الوقت الحالي" حتى يتم ترتيب الأوضاع على الأرض.
وفي تحرك نادر أذاعت قناة العربية التلفزيونية الفضائية تفاصيل عما قالت إنه اقتراح بالانفصال عن الحوثيين طرحه أحمد ابن صالح على القيادة السعودية لتفادي التدخل العسكري.
وقالت القناة إنه قبل يومين من بدء الحملة عرض أحمد صالح خلال اجتماع مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان تنظيم انقلاب على الحوثيين.
وذكرت القناة أن نجل الرئيس اليمني السابق طلب في المقابل رفع عقوبات الأمم المتحدة عن والده ومنحه هو والده الحصانة ووقف الحملات الإعلامية ضد والده.
وقالت العربية إن الأمير محمد رفض الاقتراح ونسبت إليه القول إنه يتعين "عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن من العاصمة صنعاء."