Investing.com - أشار تقرير صحفي لـ "سي إن إن موني" إلى أن اليوان الصيني يعد أحد أهم أقطاب النزاع التجاري الحالي بين الولايات المتحدة الأمريكية وبكين، حيث أن واشنطن تعتبر دائما أن هذه العملة المحلية الصينية مثل الأداة التي تستخدمها بكين لتعزيز صادراتها، وذلك من خلال خفض قيمتها.
وبلغت العملة المحلية لبكين أدنى مستوياتها في أكثر من عام، حيث سجلت هبوطا بنسبة 9 % مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة ما بين أبريل الماضي ومنتصف أغسطس الحالي، الأمر الذى أثار غضب الرئيس الأمريكي "ترامب" الذي صرح سابقا بأن الصين تتلاعب في قيمة اليوان وتحرص على هبوطه بشكل مصطنع حتى تعزز من قدراتها التصديرية.
ومن ناحية أخرى فإن بنك الشعب الصيني لا يسمح بتداول اليوان بحرية مثل باقي العملات الأخرى مثل اليورو والدولار، حيث أنه يحرص في بداية كل يوم على تحديد نطاق يسمح من خلاله لليوان بالتحرك بنسبة 2% فقط صعودا أو هبوطا.
وذكر كبير الاقتصاديين لدى "أكسا إنفستمنت مانجرز" ويدعى "إيدان ياو" أن من مصلحة الصين أن تحرص على خفض عملتها المحلية بشكل مصطنع لتعزيز قدرتها التنافسية التصديرية المتنامية.
وبفضل إنغلاق بكين أمام المستثمرين الأجانب تمكنت البلاد من تفادي أكبر الأزمات المالية التي ضربت القارة بأكملها والتي لعبت دورا في انهيار عملات البلدان المجاورة.
وأوضح "ياو" أن بنك الشعب الصيني مازال لاعبا محوريا في سوق الصرف الأجنبي، وأن طريقه تدخله في سوق الصرف لا يقوم بها أي من صناع السياسات النقدية العالمية.
هذا ويقوم اليوان الصيني بدوره في جعل الصادرات الصينية أرخص من منافسيها، الأمر الذي يساعد بكين في تعويض الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية.
وتحرص الصين على تحديد قيمة عملتها من خلال الأسواق، ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت، وكما ظهر خلال العقد الماضي حيث نشط سوق بيع وشراء اليوان بصورة كبيرة في مراكز مالية خارج بكين، مثل لندن ونيويورك وهونج كونج، ولكن ظلت قيمته مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسعر الداخلي.