Investing.com - استطاعت مجموعة "علي بابا الصين (NYSE:BABA)" للتجارة الإلكترونية أن تحقق نمو كبير منذ تأسيسها في عام 1999 على يد رجل الأعمال الصيني "جاك ما" الذي أسس الشركة في منزله بمدينة "هانغتشو" قبل أن يطلق موقع "علي بابا" في وقت لاحق من هذا العام، بحسب ما جاء في موقع "هارفارد بيزنس ريفيو".
ونجحت الشركة وأطقلت المزيد من المواقع مثل موقع "تاوباو" في عام 2003، ثم منصة "علي باي" و"Aliwangwang" وهي منصة للمراسلة الفورية مهمتها تسهيل عملية الشراء على موقع "تاوباو"، ثم منصة "علي ماما" التي أطلقتها المجموعة في عام 2007، وفي نفس العام بدأت منصة "تاوباو" تحقق إيرادات، وفي عام 2008 تم إطلاق "تي مول" للربط بين الشركات والمستهلكين.
في عام 2009، أطلقت المجموعة منصة للحوسبة السحابية بهدف جعل البيانات الكبيرة جزء من استراتيجية الشركة، وفي عام 2010 تم إطلاق ثلاث منصات هي "علي إكسبريس" وتطبيق"تاوباو" على الجوال و"Juhuasuan" من أجل تدعيم عملية الدفع عبر الجوال.
وبهذا أصحبت مجموعة "علي بابا" الصينية شبكة واسعة تنسق العمليات بين البائعين والمسوقين ومقدمي الخدمات اللوجيستية والمصنعين وليست مجرد شركة للتجارة الإلكترونية، فهي تقدم الخدمات التي تقدمها عدد من الشركات العالمية العملاقة مثل "جوجل" و"أمازون" و"باي بال" و"إيباي" و"فيديكس".
لم تحقق مجموعة "علي بابا" هذا النجاح الهائل من فراغ، بل هناك أسباب تقف وراء هذا النجاح، من أبرزها أن الشركة تقدم خدماتها بشكل أساسي للأفراد والشركات الصغيرة، مما يوفر خيارات كثيرة للمستهلكين ويحرر القوة الإنتاجية للشركات الصغيرة.
تتبع "علي بابا" استراتيجية الربح غير التقليدي، حيث إن أرباحها تأتي من الإعلانات والتسويق والدعم الفني، إلا أنها لا تفرض رسوم على دخول الموقع، وهذا يجعل لديها عدد ضخم من العملاء، وتُشكل الإعلانات والتسويق 57% من إجمالي أرباحها، أما الخدمات الفنية القائمة على البيانات الكبيرة لسلوك المستهلكين فتمثل 25% من أرباحها.
وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت مجموعة "علي بابا" تمتلك الآن أكثر من 500 مليون مستخدم مسجل، ويشمل هذا أكثر من 230 مليون مشتري نشط وأكثر من 8 مليون بائع نشط، ووصلت عدد الطلبات السنوية عبر المنصة إلى أكثر من 11 مليار طلب.
يجب على كل البائعين على المنصة اجتياز اختبار للتحقيق من المعلومات المتعلقة بهويتهم، مما يُمكن الشركة من الإشراف على جميع البائعين وبالتالي تقليل المعاملات غير القانونية، إلى جانب تسجيل كافة المعاملات وإمكانية تتبعها من قبل العملاء والبائعين، وهذا يمكن العملاء من اختيار البائعين الأكثر موثوقية، ويبني ثقة كبيرة بين الشركة وعملائها.
تقدم المنصة خدمة مميزة وفريدة للعملاء، حيث يتم تحويل مدفوعات المستهلكين إليها أولا، ثم تقوم بمنحها للبائعين عندما يقوم المشترون بالتأكيد على أنهم استلموا السلع بحالة جيدة وأنها خالية من أي عيوب، كما أن المنصة تشجع المستهلكين على ترك آرائهم من خلال مكافآتهم بقسائم وكوبونات خصومات مقابل تعليقاتهم.
من أهم ما يميز مجموعة "علي بابا" تبنيها أنماط جديدة للمعاملات تتماشى مع احتياجات مختلف العملاء، مثل نموذج المعاملات بين المستهلكين والشركات "C2B"، الذي يهدف إلى تقليل التكاليف المطلوبة في سلسلة التوريد التقليدية وتقليل الوقت اللازم لدوران المنتج، من أجل إرضاء العملاء.
كما تقوم "علي بابا" بجمع العملاء ممن لديهم احتياجات متشابهة لتكوين مجموعة شراء يمكنها شراء المنتجات الفردية بسعر الجملة، كما أنها تقوم أيضًا بجمع بيانات تتعلق بسلوك المستهلك لتقديم منتجات تناسب عاداته.
ومن ضمن أنماط المعاملات التي تتبعها مجموعة "علي بابا" استراتيجية "أونلاين" و"أوف لاين"، ووفقًا لهذا النمط يمكن للعملاء شراء منتج من خلال المسح الضوئي لرمز ثنائي الأبعاد، كما يمكنهم الإشارة لاستلام منتج باستخدام رمز آخر، كما توفر الشركة خدمات الدفع عبر الهاتف من خلال "Alipay Wallet" وتقعد شراكات مع البنوك من أجل توفير خدمات المسح الضوئي وتحويل المدفوعات إلكترونيًا.