كانت الحملات الحكومية لتحديث الاقتصادات في الشرق الأوسط بمثابة نعمة في السنوات الأخيرة، وذلك بالنسبة لمصارف الاستثمار الأجنبي، التي تتنافس على الرسوم الاستشارية المتعلقة بالخصخصة وصفقات سوق رأس المال.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن هنالك العدديد من الدول التي نالت اهتمام المصرفيين وصرفت الانتباه عنها، في ظل مواجهتها صعوبات سياسية وتحركات كبيرة في أسعار البترول، ولكن مصر كانت آخر ما لفت انتباه المصرفيين، مع تعافي تلك البلد من سنوات من عدم الاستقرار الاقتصادي وبدءها حملة الإصلاحات الكبرى الخاصة بها.
قبل أقل من عاميين ماضيين، كان بنك “أتش.أس.بي.سي” يساعد البنك المركزي المصري في تأمين التمويل الطارئ قبل اللجوء لحزمة الإنقاذ المقدمة من قبل صندوق النقد الدولي، ولكن المدير الإقليمي للبنك المقرض يثق الآن بشأن مستقبل مصر.
قال جورج الحضيري، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى بنك “أتش.أس.بي.سي”: “لقد تواجدنا دائما في السراء والضراء”، مضيفا: “لقد كان لدينا دائما نظرة إيجابية طويلة المدى لمصر، ومع انتعاش الاقتصاد نحن نشعر بالتفاؤل تجاه السنوات القليلة القادمة”، ولكن الحيدري لم يكن وحده الذي يشعر بالتفاؤل.
وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أنه رغم أن الإصلاحات المبكرة، التي طلبها صندوق النقد الدولي كجزء من خطة الإنقاذ، بما في ذلك خفض الدعم وتحرير سعر صرف الجنيه المصري، دفعت التضخم إلى أكثر من 30%، إلا أن الاقتصاد عاد إلى حالة الاستقرار وتعهدت الحكومة بتغييرات أكثر ملاءمة للسوق، مما جذب اهتمام البنوك الدولية بشكل متزايد تجاه البلاد.
وقال كريم تنير، رئيس الخدمات البنكية الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى بنك “جي بي مورجان”، إنه يرى الكثير من الإمكانات في مصر، مضيفا أن البلاد تشرع في العديد من مبادرات الإصلاح، بما في ذلك الخصخصة التي نتوقع أن تكون أمرا هاما في السنوات القادمة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الحكومة المصرية تخطط لبيع أسهم فى 23 شركة حكومية مختلفة خلال العامين المقبلين، ومن المقرر أن طرح أول شركتين في أكتوبر الجاري.
وقال محمد عبيد، الرئيس التنفيذي المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية لدى المجموعة المالية الاستثمارية “إي.أف.جي هرمس”، إنها علامة جيدة لأن هذه الدفعة من البنوك والكيانات الدولية المختلفة تزيد من إمكانية مشاركة المستثمرين الأجانب في السوق.
وأكد جوليان فاي، رئيس قسم الخدمات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “باين” الاستشارية، وجود نافذة محددة من الفرص في مصر، مشيرا إلى مشاريع البنية التحتية المخطط لها واكتشافات الغاز الطبيعي التي اجتذبت بالفعل الاستثمار من الخارج.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها البلاد قبل إصلاحاتها السابقة، أوضح الحضيري، الرئيس التنفيذي لدى “أتش.أس.بي.سي” أن التأثير طويل اﻷجل يستحق العناء بالنسبة للاقتصاد المحلي.