قالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا”، في تقرير حديث صادر عنها بعنوان “توقعات الطاقة المتجددة: مصر”، إن مصر باستطاعتها إنتاج 44 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030.
وأوضحت أيرينا، في تقريرها، كيف يمكن للدولة تطوير استراتيجيتها للطاقة المتجددة، حيث قدمت سيناريوهين مختلفين تقترح خلالهما كيفية تطوير نظام الطاقة في البلاد خلال العقدين المقبلين.
ويدور السيناريو اﻷول حول الحالة المرجعية وفقا للخطط والسياسات الحالية، أما السيناريو الثاني فيدور حول حالة خارطة طريق الطاقة المتجددة بناء على تقييم للإمكانات المتسارعة للطاقة المتجددة في مصر، الذي تحث من خلاله الحكومة على إعادة تقييم أهداف الطاقة طويلة المدى بصفة دورية لتعكس ديناميكيات السوق المتغيرة.
ووفقا للسيناريو اﻷول، من المتوقع نمو إجمالي القدرة الفعلية للطاقة الكهربائية فى مصر بنحو 250% لتصل إلى 117 جيجاوات، وسيأتي معظم النمو من الفحم والغاز الطبيعي والرياح وألواح الطاقة الشمسية.
وستمثل مولدات الطاقة الشمسية 9 جيجاوات فقط، من بين هذه القدرة، بينما سيحصل كل من الفحم والغاز الطبيعي على حصلة تبلغ 20 جيجاوات من الطاقة لكل منهما، كما أن الرياح ستحتل المرتبة الثالثة بحصة تبلغ جيجاوات.
وإذا تحقق هذا السيناريو، فإن هذه الأهداف ستمكن مصر من تغطية حوالي 25% من استهلاكها للطاقة مع مصادر الطاقة المتجددة، والتي بدورها ستكون قادرة أيضا على تشكيل 11% من إجمالي استهلاك الطاقة الأولية.
ويتوقع تحديد هذا النمو من خلال زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 119% بحلول عام 2030، ما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة بنسبة 117%، ليرتفع من 62 مليون طن من البترول المكافئ في عام 2014 إلى 133 مليون طن بحلول عام 2030.
أما في إطار السيناريو الثاني والأكثر تفاؤلا، يمكن أن تغطي المصادر المتجددة حوالي 52% من إجمالي الطلب على الطاقة و22% من إجمالي الاستهلاك الأساسي بحلول عام 2030، وبالتالي تضاعف كل من النسب المئوية في السيناريو الأول.
وعلاوة على ذلك، ووفقا لهذه التوقعات، ستصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر للطاقة في البلاد بعد الغاز، بقدرة إنتاجية فعلية قدرها 44 جيجاوات.
وفي هذه الأثناء، تصبح طاقة الرياح وأنظمة الطاقة الشمسية المركزة المصدران الثالث والرابع للطاقة بمقدار يقترب من 21 جيجاوات و8 جيجاوات على التوالي، أما مصادر الكهرباء غير المتجددة، خاصة محطات توليد الطاقة من الغاز والفحم، فستصل إلى طاقة مثبتة تصل إلى 61 جيجاوات، بينما ستبلغ الطاقة الكلية المستخدمة 137 جيجاوات، أي ما يزيد بمقدار 20 جيجاوات عن السيناريو اﻷول.
ومن أجل أن يصبح السيناريو الثاني ممكنا، أوصت أيرينا بسلسلة من الإجراءات لتوضيح المزايا المتزايدة للتكاليف والمزايا الأخرى لمصادر الطاقة المتجددة، فمن بين الإجراءات المدرجة أوصت الوكالة بإجراء تحديثات مستمرة لاستراتيجية الطاقة في مصر وتحسين الأطر التنظيمية وتوضيح الأدوار والمسؤوليات المؤسسية لتنمية طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بجانب تجميع مشروعات الطاقة المتجددة لتعزيز تخفيف المخاطر وضمان الجدوى المالية وإجراء حملات قياس شاملة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير خطط للقدرات المحلية الخاصة بتصنيع الطاقة المتجددة.