Investing.com - قام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي العالمي للمرة الأولى منذ ما يزيد عن عامين، مشيراً إلى الإضطرابات التي تشهدها الأسواق الناشئة وعملاتها، وكذلك الحرب التجارية القائمة والمحتدة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بينما ذكر البعض أن هذا الانخفاض من الممكن أن يأتي بسبب ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية.
وكان في وقت سابق من هذا العام قد أشار صندوق النقد الدولي إلى أنه يتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.9 % خلال العامين الجاري والقادم، ولكنه عاد ليخفض هذه التوقعات إلى نسبة 3.7 %، وذلك وسط توقعات بانهيار الأسواق الناشئة على الرغم من ارتفاعها خلال الفترة القليلة الماضية.
ومن ناحية أخرى فقد ذكر بعض المحللين الاقتصاديين أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وفرض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على بعض واردات الصين مع احتمالية توسيع الرسوم لتشمل جميع الواردات، وكذلك رفع الضريبة إلى 25 % من الأسباب الرئيسية التي تلعب دوراً رئيسياً في تباطؤ حركة النمو الاقتصادي في الصين مما يترتب عليه انخفاض في نمو الاقتصاد بالولايات المتحدة، مما ينعكس على الاقتصاد العالمي.
ويعتقد المحللون أن الحرب التجارية قد تكلف الاقتصاد الأمريكي نحو 0.5 % إجمالي الإنتاج المحلي، أما بالنسبة للصين فقد توقعوا أنها ستسجل خسائر فادحة، وذلك بسبب أن صادراتها إلى الولايات المتحدة أكثر من الواردات، فمن المتوقع أن يصل معدل النمو هناك خلال هذا العام إلى 6.6 % لينخفض في العام المقبل إلى 6.2%.
وتوقع صندوق النقد الدولي خلال أحدث تقاريره الصادرة انخفاض الناتج المحلي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين خلال العام القادم بنسبة 0.9 % و 1.6 % على التوالي، وعلى الجانب الأخر يقول بنك "باركليز" أن الاقتصاد الصيني سينمو خلال العام الجاري بنحو 6.7 %، و بنحو 6.5 % خلال العام القادم، كما أشار بنك "جيه بي مورجان" عن نمو الاقتصاد الصيني ليصل إلى 6.1% .
وعلى الجانب الأخر قام بنك "أوف أمريكا" منذ أيام بالتحذير بشأن ارتفاع أسعار النفط التي من المتوقع أن تصل إلى 100 دولار للبرميل الواحد، حيث أشار إلى أنه يعتقد انخفاض النمو العالمي خلال العام القادم بنحو 0.2% .
وبالنسبة للأسواق الناشئة فقد عانت من ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر الماضية، وعلى سبيل المثال شهدت البرازيل والهند والمكسيك ارتفاعاً في أسعار النفط بالتزامن مع تراجع العملات المحلية إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأمريكي.
وبحسب تقرير لـ "فايننشال تايمز" أن أسواق البلاد الناشئة قد تعمل على ارتفاع ونمو الاقتصاد العالمي خلال السنوات القادمة على الرغم من الضغوط التي تتعرض إليها هذه الأسواق.