Investing.com - قام المصرف المركزي الروسي بالكشف عن مصير الأصول التي قام بسحبها خلال السنة الماضية من السندات الأمريكية، وذلك من خلال تقرير تم نشره عبر الموقع الرسمي للبنك، والذي جاء تحت عنوان " إدارة الأصول بالعملات الصعبة والذهب".
وأكد التقرير أن احتياطي الذهب والعملات الصعبة لدى روسيا قد سجل نمواً بنسبة 9.3 %، وذلك خلال الفترة ما بين صيفي 2017 و 2018، لتصل قيمته الإجمالية إلى حوالي 458.1 مليار دولار، في حين انخفضت حصة الدولار بالقيمة السوقية في هذه الأصول إلى نحو 21.9 % بعد أن كانت عند 43.7، كما ارتفاع باليورو إلى نحو 32 % بعدما كان 22.2 ، أما بالعملة الصينية فقد صعدت من 5 إلى 14.7%.
وأظهرت البيانات أن هناك تساوي في قيم الأصول الروسية باليوان الصيني واليورو، لتمثل ما يرتفع قليلاً عن مستوى 44 مليار دولار لكل من العملتين، ومن جهة النسبة فإن يلاحظ ارتفاع قيمة الأصول الروسية بمنطقة اليوان الصيني بثلاث مرات، في حين أن الزيادة باليورو تقارب نحو 45 %، كما ارتفعت الأصول الروسية بالين الياباني بحوالي 20 مليار دولار، في حين انخفضت بالجنيه الإسترليني لتصل إلى أقل من المستويات الماضية بنحو 7 مليار دولار.
وتقدر قيمة الأصول التي قامت روسيا بنقلها من الولايات المتحدة إلى مناطق أخرى بحوالي 100 مليار دولار تقريبا، حيث أن هذا الرقم يثل قيمة الأصول التي هربتها روسيا خلال السنة الماضية من السندات الأمريكية.
ومن ناحية أخرى فقد حرص المصرف المركزي الروسي على تسريع خطواته في خفض حجم الاحتياطي الدولي بالسندات الأمريكية من بداية شهر أبريل من العام الماضي، وذلك على غرار العقوبات التي قامت واشنطن بفرضها على بعض الأثرياء الروسيين المقربين إلى الكرملين، والذين يسيطرون على مؤسسات كبرى، ومن بين هؤلاء كان "أوليغ ديريباسكا" الذي يترأس مؤسسة روسال الروسية العالمية للألمنيوم، حيث حرصت روسيا خلال ذلك الوقت بتقليص حجم حصتها بالسندات الأمريكية بداية من 96.1 مليار دولار وصولاً إلى 48 مليار دولار، كما حرصت على خفضها خلال شهر مايو الماضي إلى 14.9 مليار دولار.
وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن" قد صرح خلال هذا الوقت بأن المصرف المركزي قد اضطر إلى تغيير الهيكل الاحتياطي الدولي بفعل المخاطر السياسية.
وبهذا الصدد قد تحدثت "إلفيرا نابيوليا" التي تشغل منصب مديرة المصرف المركزي الروسي قائلة أن خفض الاحتياطي الروسي في السندات الأمريكية يأتي تحت سياق السياسة الخاصة بالتنوع في الاحتياطيات الدولية، وذلك مع الأخذ في الاعتبار لكل من المخاطر الاقتصادية والمالية الجيوسياسية، مشيرة إلى العقوبات الأمريكية التي من المتوقع أن تصل للسندات الأمريكية الروسية، وذلك في ظل احتمالات بعزل روسيا بعيدا عن منظومة سويفت.
وتراجع معدل الاحتياطي الروسي بالسندات الأمريكية بنحو 11 مرة بفعل التوترات الجيوسياسية، وذلك إلى 14.6 مليار دولار خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك مقارنة مع ذروته التي سجلها خلال عام 2013 والتي كانت عند مستوى 164.3 مليار دولار قبل الأزمة الأوكرانية، وبصورة عامة فقد انخفض الاحتياطي الروسي من العملة الأمريكية إلى 100 مليار دولار، وذلك بعد أن كان عند مستوى 201 مليار دولار.
وصعد حجم الاحتياطي باليورو بنحو 44 مليار دولار، ليرتفع إلى 147 مليار دولار بعدما كان عند مستوى 102 مليار دولار، وزاد باليوان الصيني بما يعادل 44 مليار دولار، ليرتفع إلى 67 مليار دولار بعدما كان عند 23 مليار دولار، أما بالين الياباني فقد زاد من صفر إلى مستوى 20.6 مليار دولار.