- Investing.com يعود فشل صفقات الاستحواذ والدمج بين الشركات إلى عوامل عديدة، ولكن أبرزها أن الطرف المشتري يدفع أكثر مما ينبغي، فعندما تقوم شركة بشراء حصة من الأسهم فإنها في أغلب الأوقات تدفع سعرًا أعلى من المسجل في نهاية تداولات آخر جلسة في السوق.
وعندما تستحوذ شركة على شركة أخرى، يتم التفاوض على السعر خلال اجتماعات مطولة، من أجل التوصل في النهاية إلى مقدار الزيادة السعرية التي سيتم دفعها، علاوة على آخر سعر إغلاق.
أي أن الخلاف كله يتركز على التحكم في العلاوة السعرية، فكلا من المشتري والبائع يحاولان اقتناص صفقة جيدة تخدم أهدافه ومصالحه، وهذا يجعل عمليات الاستحواذ عبارة عن مباراة من رابح وخاسر.
فخلال عمليات الاستحواذ، يجب على البائع أن يقنع المديرين والمساهمين بأنهم يبيعون أصولهم مقابل سعر مرتفع جدًا، وفي ذات الوقت على المشتري أن يقنع أصحاب المصلحة في شركته بأنهم قد حصلوا على عرض مميز للغاية.
عند الوصول لهذه المرحلة، يأتي دور مفهوم "التكامل"، فالسبيل الوحيد لموافقة أصحاب المصلحة لدى الشركتين، تكون من خلال إقناعهم بأن عملية الدمج أو الاستحواذ ستسهم في تأسيس كيان قوي قادر على توليد إيرادات إضافية ضخمة أو تقليل التكاليف، وهنا يعتبر السعر المرتفع صفقة جيدة.
وقد تفشل عملية الدمج والاستحواذ بين الشركات بسبب عدم القدرة على التكامل والتعاون، نتيجة الاختلاف الثقافي بينهما، فقد تعتمد سياسة إحدى الشركات على توافق الآراء قبل البدء في أمر معين، والشركة الأخرى يقودها شخص واحد وهو المؤسس.
مثل ما حدث مع شركة "هيوليت باكارد" المعروفة باسم "إتش بي" حاليًا، والتي عصفت بها عمليات الاستحواذ الكبيرة، مثل شراء شركة "كومباك" في عام 2002، حينها لم تتوافق ثقافتها الهندسية مع الثقافة التصنيعية للشركة المشتراة، مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير بثقافة "إتش بي".
في بعض الأوقات، تؤدي عمليات الاستحواذ إلى خلق مشكلة في معنويات الموظفين، حيث يفكر الموظفون في استدامة رواتبهم، أكثر مما يفكرون في كيفية مساعدة الكيان الجديد، الذي يكون على وشك تسريحهم من العمل.
تعد عمليات الدمج والاستحواذ أمر صعب للغاية، فبجانب المشكلات الثقافية، يجب على الشركات إعادة ترتيب سلاسل الإمداد العالمية، ونقل المقر الرئيسي، ودمج الأنظمة البرمجية، لذلك فإن مشكلة السعر المناسب وعدم القدرة على تحقيق التكامل، تمثل مخاطر غير محسوبة، بالرغم من أن عمليات الدمج والاستحواذ تبدو وسيلة لخلق كيان أكبر، إلا أن نمو الشركة بهذه الطريقة يحتاج إلى اكتساب مهارات وقدرات متخصصة جديدة.