investing.com - بالنسبة لرجل يتمتع بشعبية جارفة، يأخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإنتخابات المحلية المقرر إجراؤها في أواخر الشهر الجاري بمنتهى الجدية، ومع تصاعد أصوات المعارضة يبدو أن أردوغان لديه الكثير من المشاكل التي تقلقه.
وفي موجة من الحملات الإنتخابية المحمومة، أقام أردوغان العديد من التجمعات في أكبر مدينتين بتركيا على مدار الأسابيع الأخيرة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية الحاكم للدولة يخسر هيمنته الطويلة في أنقرة وفي المركز التجاري للبلاد إسطنبول، وسط توقعات اقتصادية قاتمة، مما يهدد قبضة الحزب الإسلامي في تركيا والتي استمرت على مدى ربع قرن من الزمان.
وفي تصريحاته الأخيرة، قال أردوغان إن الانتخابات المحلية في 31 من مارس هي مسألة بقاء، ولن يقوم المواطنين بانتخاب رؤساء البلديات فحسب بل سيقومون بالتصويت لصالح مستقبل تركيا.
يصر أردوغان على أنه غير متهم بنتائج استطلاعات الرأي ويعتقد أنه يمكنه التأثير على المواطنين مباشرة قبل التصويت، وتحقيق فوزا كاسحا مثل الانتخابات السابقة، ولكن هناك الكثير مما يدعو للقلق في ظل وقوع تركيا في أول ركود إقتصادي لها منذ عشرة سنوات.
ويحتدم السباق بشكل خاص في أنقرة، مع ترشح منصور يافاس من حزب الشعب الجمهوري، والذي استطاع الحصول على دعم من المعارضة وتأييد المواطنين، مما جعل أردوغان يهاجمه ويوضح أن أنقرة أهم من أن يتم تسليمها إلى شخص لديه أعمال مشبوهة، في إشارة إلى وجود قضية معلقة ضد يافاس متعلقة بنزاع تجاري في عام 2016.
لم يتمكن أردوغان من إخافة يافاس، الذي أوضح أنه يقود السباق بفارق 10 نقاط مئوية وأنه لن ينسحب من الانتخابات، منكرا المزاعم ضده وتحامل التغطية الإعلامية عليه.
وبينما يستعد الأتراك للتصويت، يزداد الوضع الإقتصادي قتامة، مع ارتفاع مستويات البطالة، وزيادة معدلات التضخم مما أجبر الحكومة على فتح أكشاك لبيع السلع بأسعار مخفضة لحماية الفقراء من تأثير انهيار الليرة، بعد الأزمة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي جعلت تركيا تعاني من أكبر أزمة إقتصادية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.