كيف يمكن حماية الاحتياطي الفيدرالي من ضغوط "ترامب" السياسية؟

تم النشر 16/04/2019, 13:19
© Reuters.  دونالد ترامب
XAU/USD
-
GC
-

Investing.com - وجه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" العديد من الانتقادات اللاذعة لـ "جيروم باول" رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وحاول التدخل في سياسته النقدية، مما جعل المحللون يروا أن هناك بعض الرواسب من حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" مازالت موجودة حتى اليوم.

سعى "نيكسون" في عام 1972 إلى إعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا، وكان يمتلك حينها أدوات تدعم فوزه في مقدمتها الاقتصاد الأمريكي القوي، واستهدف ممارسة ضغوط على رئيس الاحتياطي الفيدرالي آنذاك "آرثر بيرنز"، ويرى المؤرخون أن "بيرنز" كان مرنًا لتنفيذ مطالب "نيكسون".

وهذا ما يفعله "ترامب" حاليًا، حيث يمارس ضغوط قوية على الفيدرالي، ويحاول نزع استقلالية البنك المركزي، ووجه الكثير من الانتقادات له خلال الفترة الماضية بسبب قراراته بخفض الفائدة.

وجدد "ترامب" هجومه على الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، حيث قال إن سوق الأسهم كان سيرتفع من 5 آلاف نقطة إلى 10 آلاف نقطة إضافية، إذا لم يتخذ البنك المركزي إجراءاته.

لجأ العديد من الرؤساء الأمريكيين المنتخبين إلى الضغط على صناع السياسة النقدية بالاحتياطي الفيدرالي، فقد قام الرئيس الأسبق "جورج بوش الأب" خلال الأشهر التي سبقت انتخابات الرئاسة عام 1992، بحث رئيس الفيدرالي حينها "ألان جرينسبان" على خفض أسعار الفائدة.

وصرح "بوش الأب" بأن تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي بين الشعب الأمريكي تعود إلى سياسة الفيدرالي، كما طالب "رونالد ريجان" الرئيس الأمريكي الأسبق "بول فولكر" رئيس الفيدرالي بعدم رفع معدل الفائدة خلال انتخابات 1984.

رغم كل هذه التدخلات، إلا أنها لم تمنع البنوك المركزية من إبقاء التضخم قرب مستويات منخفضة، بل بالعكس، بدأ الاقتصاديون يتساءلون عما إذا كان ضعف معدل التضخم خفض أسعار الفائدة والنمو قد أدوا إلى المبالغة بشأن استقلالية هذه البنوك.

في حال استمرار العمل بالفائدة المنخفضة، ربما يعني هذا أن البنوك المركزية في حاجة لطلب المساعدة من صناع السياسات المالية للتعاون في إنعاش الاقتصادات وحمايتها من الضعف والركود، هذا التعاون يعني إضعاف استقلالية البنك المركزية.

الضغوط القوية التي يمارسها "دونالد ترامب" على الاحتياطي الفيدرالي أمر طبيعي ومنطقية جدًا، في ظل سعيه لإعادة انتخابه رئيسًا، ويظهر ذلك بشكل أوضح في اختياراته لمرشحي مجلس إدارة البنك المركزي "كاين" و"مور" مع الوضع في الاعتبار خبرتهما الاقتصادية خلال الأزمة المالية العالمية، من مطالبات بإعادة معيار الذهب واتهامات لإدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" بإعلان بيانات اقتصادية خاطئة بهدف زيادة حظوظه الانتخابية.

تلك الضغوط لن تؤثر على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي فحسب، بل تكمن خطورتها الأكبر في أن يصبح البنك المركزي سلاحًا سياسيًا تستخدمه الإدارات المتعاقبة.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.