📈 هل تنوي دخول عالم الاستثمار بجدية في 2025? ابدأ الآن بخصم 50% على InvestingProاحصل على العرض

ما هي المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لليابان لكي تحقق معجزتها الاقتصادية؟

تم النشر 31/05/2019, 12:14
© Reuters.  المعجزة اليابانية

Investing.com - شهد عام 1994 وخاصة شهر فبراير من تلك العام انعقاد القمة الثنائية بسن الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" ورئيس الوزراء الياباني "موريهيرو هوسوكاوا"، حيث انعقدت هذه القمة لحل الخلاف القائم بين البلدين تجنباً للدخول في حرب تجارية بينهم، ولكن بعد مفاوضات استمرت لعدة ساعات بات الموضوع بالفشل.

حيث كان الرئيس الأمريكي "كلينتون" يسعى خلال تلك الفترة إلى فتح اليابان أسواقها أمام المنتجات الأمريكية وخاصة السيارات، وذلك بهدف تقليل حجم العجز التجاري القائم بين البلدين والذي بلغ حينها في اليابان نحو 60 مليار دولار، ولكن في المقابل رفضت الحكومة اليابانية هذا الأمر بكل حسم.

وكان السبب الرئيسي في فشل المفاوضات بين الطرفين هو رفض الشعب الياباني والحكومة رد الجميل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفتح الأسواق أمام المنتجات الأمريكية بسبب الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على اليابان.

ولكن أوضحت بعض التقارير أن السبب الرئيسي وراء انتعاش الاقتصاد الياباني وقفزته الكبيرة خلال تلك الفترة هي الولايات المتحدة الأمريكية وما قدمته لليابان عقب الحرب العالمية حتى بداية الثمانينات.

وكانت الاستخبارات الأمريكية قد نشرت وثائق سرية خلال عام 1993 والتي تفيد بطبيعة العلاقة بين أمريكا واليابان، حيث جاء في هذه الوثائق بأنه "يجب تسهيل دخول البضائع اليابانية إلى الولايات المتحدة"، بالإضافة إلى قيام الولايات المتحدة بالاستعانة باليابان في القطاع التجاري والإمدادات التي تحتاجها القوات المسلحة الأمريكية في تلك الفترة، وأيضاً استخدام البضائع اليابانية بهدف مساعدة الولايات المتحدة إلى الدول الأخرى.

وفي وثيقة سرية للاستخبارات الأمريكية خلال عام 1953 أوضح مجلس الأمن القومي خلالها أن فتح الأسواق الأمريكية أما البضائع اليابانية لا بد منه تجنباً لاستمرار انهيار الاقتصاد وانخفاض مستوى المعيشة الياباني.

وخلال عام 1954 قال وزير الخارجية الأمريكي "جون دالاس" للرئيس "أيزنهاور" ومجلس الوزراء الأمريكي أنه لا بد إقامة اتفاقات تجارية دولية تميز اليابان عن غيرها من الدول، وذلك من أجل جذب اليابان نحو السوق الأمريكي في تلك الفترة.

كما أن سفارة الولايات المتحدة في طوكيو ناشدت الحكومة اليابانية بتقليل واردتها من السلع الاستهلاكية، والسعي في استيراد سلع أخرى يمكن أن تستخدم كمدخلات لإنتاج سلع أخرى تقوم اليابان ببيعها في الأسواق الأجنبية.

وعلاوة على ذلك، فقد بدأت الولايات المتحدة مساعدة اليابان على تأسيس مجموعة من السياسات والأنظمة الاقتصادية الحمائية والتي تميز المنتجات الأمريكية عن أي منتج أخر أجنبي، كما أن الجهات التنظيمية الأمريكية بدأت في مساندة الشركات اليابانية، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة فشلت في إجبار اليابان على استثمار الشركات الأمريكية في الأسواق اليابانية.

بالإضافة إلى تقديم الولايات المتحدة معونات سنوية إلى اليابان بلغت نحو 750 مليون دولار، كما ناشدت الولايات المتحدة أيضاً البنك الدولي الموافقة على قروض إعادة الإعمار التي حصلت عليها اليابان.

وفي المقابل بدأت الولايات المتحدة تعتقد بأن المنتجات اليابانية ليست بالجيدة لدخولها إلى السوق الأمريكي، حيث طالب وزير الخارجية الأمريكي اليابان بالتوجه إلى منطقة شرق آسيا لبيع منتجاتها بدلاً من الولايات المتحدة، وذلك لعدم قدرتها على المنافسة في السوق الأمريكي.

ولكن في الوقت نفسه طالب الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" المصنعين الأمريكيين بشراء المنتجات اليابانية، حتى لو لم تكن بالجيدة ولن تقدر على المنافسة في الأسواق، وذلك بسبب قلقه من وقوع اليابان تحت دائرة الشيوعية.

وعلى الرغم من تقديم الولايات المتحدة كل هذه المساعدات إلى اليابان حتى يستعيد اقتصادها النمو والانتعاش، إلا أن اليابان لم تقدر أي من هذه الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لمصلحتها.

حيث أشار وزير الخارجية الأمريكي "دالاس" برقية خلال 1953 تفيد بأن اليابانيين لا يشعرون بأي التزام عليهم أمام الولايات المتحدة بالرغم من أنهم يطلبون المزيد من المساعدات والخدمات من الجانب الأمريكي، مضيفاً أن الوقت قد حان لكي يدرك القادة اليابانيون بأنهم لا يستطيعون توقع أن يكونوا الطرف المتلقي للمساعدات دون قيامهم بأي مجهود لأمريكا.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.