تشير البيانات الأخيرة إلى حدوث تحول كبير في توقعات التضخم، مما يشير إلى أن معدلات التضخم المستمرة فوق المستهدف التي تؤثر على الاقتصادات الغربية قد تكون في طريقها للانحسار. وفقًا لمسح صدر يوم الاثنين عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، انخفض متوسط توقعات التضخم على مدى ثلاث سنوات إلى أدنى مستوى له في تاريخ المسح الذي استمر 11 عامًا، حيث بلغ الآن 2.3% فقط.
في حين أن التوقعات على مدى الآفاق الزمنية الأخرى كانت أقرب إلى 3%، إلا أن الشعور العام من المسح عكس ردود الفعل من سنوات ما قبل الجائحة، مما يشير إلى العودة إلى "الوضع الطبيعي القديم".
تعاني الشركات الصغيرة أيضًا من انخفاض ضغوط التكلفة، كما أشار استطلاع الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة (NFIB) لشهر يوليو. على الرغم من أن التضخم المرتفع لا يزال يمثل مشكلة رئيسية للشركات الصغيرة، إلا أن عدد الزيادات التي تخطط لها الشركات الصغيرة قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2023، ويتوقع عدد أقل من المالكين رفع تعويضات الموظفين، حيث وصل إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات.
وقد عكست الأسواق المالية هذا الشعور، حيث اقتربت معدلات التضخم "التعادلية" في الأوراق المالية المحمية من سندات الخزانة من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% الأسبوع الماضي لكل من توقعات الخمس والعشر سنوات، مسجلة أدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت مقايضات السندات المرتبطة بالتضخم لأجل 5 سنوات آجلة انخفاضًا مماثلًا، حيث انخفضت بمقدار 15 نقطة أساس هذا الشهر، وهي الآن أقل بمقدار 35 نقطة أساس من معدل التضخم طويل الأجل الذي كان متوقّعًا في أبريل.
وأظهر استطلاع أجراه بنك أوف أمريكا انخفاضًا في عدد المديرين الذين ينظرون إلى ارتفاع التضخم باعتباره أحد أهم مخاطر المحفظة الاستثمارية، حيث حافظ واحد فقط من كل ثمانية مديرين على هذا الموقف في أغسطس، مقارنةً بواحد من كل ثلاثة مديرين في يوليو.
ويُعتبر احتمال حدوث ارتفاع في التضخم مدفوعًا بالطاقة أمرًا مستبعدًا، لا سيما مع وجود مخاوف متزامنة من الركود الذي قد يقلل من الطلب على النفط. على الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد المشاركين في الاستطلاع الذين يتوقعون "هبوطًا صعبًا" للاقتصاد، إلا أن الرقم لا يزال منخفضًا عند 13% للأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أعلى مستوى منذ يناير.
وقد أعرب الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي براد ديلونج عن دهشته من التحول السريع في توقعات التضخم في السوق، مما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخاطر بتخفيض التضخم المستهدف في السنوات القادمة.
وقد أظهرت تقلبات السوق الأسبوع الماضي الطبيعة المتغيرة للأسواق، ومع ذلك فإن استطلاعات الرأي العامة والشركات على حد سواء تُظهر حاليًا قلقًا ضئيلًا بشأن ارتفاع التضخم في المستقبل. ويمثل هذا التحول في المنظور تغيرًا ملحوظًا في التوقعات الاقتصادية، حيث يبدو أن مخاوف التضخم قد تضاءلت.
ساهمت رويترز في هذا المقال.تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها