يواجه المستثمرون موجة جديدة من التقلبات في الأسواق العالمية وسط مخاوف متزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية الأمريكية والضعف التاريخي للأسهم في شهر سبتمبر. وقد أدى هذا القلق إلى الابتعاد عن التفاؤل القصير بأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية قد يعزز النمو، حيث أدت بيانات التصنيع الأمريكية الضعيفة الأخيرة وتوقع بيانات الوظائف الأمريكية المخيبة للآمال في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى عمليات بيع جديدة في السوق.
وفي يوم الثلاثاء، شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا كبيرًا بنسبة تزيد عن 2%، في حين شهد يوم الأربعاء أكبر انخفاض يومي لمؤشر توبكس الياباني منذ أوائل أغسطس/آب، حيث انخفض بنسبة 3.7%. كما شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا أيضًا. وبالتزامن مع ذلك، وصل مؤشر VIX، الذي يقيس التقلبات المتوقعة للأسهم الأمريكية، إلى أعلى مستوى له في شهر واحد، مما يشير إلى زيادة الشعور بالقلق في السوق.
وعلق رئيس قسم الاقتصاد الكلي في لومبارد أودييه على التحول في معنويات السوق، مشيرًا إلى أن القلق الجديد هو عمق التباطؤ الاقتصادي المتوقع. وينعكس هذا الشعور في أداء فئات الأصول المختلفة.
على سبيل المثال، تواجه أسهم شركات التكنولوجيا، التي كانت مفضلة لدى المستثمرين، خسائر كبيرة الآن. فقد انخفضت أسهم شركة Nvidia بنسبة 9.5% يوم الثلاثاء، مسجلةً بذلك خسارة قياسية في يوم واحد في القيمة السوقية لشركة أمريكية، في حين شهدت شركة ASML الهولندية لأشباه الموصلات انخفاضًا في أسهمها بنحو 5% يوم الأربعاء.
كما يقوم المستثمرون أيضًا بإعادة تقييم مراكزهم في مختلف أنواع الأصول. وكانت أسواق الأسهم قد قامت في السابق بتسعير أرباح الشركات القوية، في حين شهدت الديون الحكومية ارتفاعًا بسبب التوقعات بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة مخاطر الركود.
واتخذت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات اتجاهًا هبوطيًا على مدار الأشهر الأربعة الماضية، حيث تستقر حاليًا عند حوالي 3.8%، كما ابتعدت عوائد السندات الألمانية عن أعلى مستوياتها في شهر واحد التي وصلت إليها يوم الاثنين.
ونصحت شركة BCA للأبحاث عملاءها ببيع الأسهم وشراء السندات تحسبًا لاحتمال حدوث ركود محتمل. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، حيث تقوم الأسواق بتسعير فرصة بنسبة 43% لخفض سعر الفائدة على الأموال بمقدار 50 نقطة أساس. على الرغم من الاضطرابات، شهدت سندات الشركات ذات العائد المرتفع ارتفاعًا بنسبة 2.5% منذ انخفاضها القصير في أوائل أغسطس.
وأعرب أحد مديري صناديق الائتمان في شركة Ninety One، عن حذره فيما يتعلق بالسندات الأمريكية ذات العائد المرتفع بسبب حساسيتها للصدمات الاقتصادية والمخاوف من المبالغة في تقييمها. كما تواجه أسواق العملات أيضًا حالة من عدم الاستقرار، حيث يراهن المضاربون على انخفاض الدولار مقابل العملات الرئيسية بحوالي 9 مليارات دولار أمريكي - وهو موقف قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات أو يؤثر بشكل أكبر على الأسهم الأمريكية إذا كان دقيقًا.
ويقترب مؤشر تقلبات العملات الأجنبية من المستويات التي شهدناها في أوائل أغسطس، وإذا كانت بيانات الوظائف الأمريكية القادمة أقوى من المتوقع، فقد يرتفع الدولار، مما قد يؤدي إلى تفكيك سريع لمراكز البيع، الأمر الذي قد يؤثر على عملات مثل الجنيه الإسترليني.
ساهمت رويترز في هذه المقالة.
تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها