مابوتو، 7 أغسطس/آب (إفي): رفض الرئيس الانتقالي لمدعشقر أندري راجولينا اليوم منح العفو للرئيس الدستوري للبلاد مارك رفالومانانا الذي أطيح به في انقلاب عسكري وقع في مارس/آذار الماضي ويعيش منفيا في جنوب أفريقيا.
وأفاد "راديو موزمبيق" ان راجولينا يطالب بتسليم رفالومانانا للعدالة في مدغشقر من أجل محاكمته بتهمة اختلاس الاموال العامة.
يذكر ان راجولينا، حاكم عاصمة مدغشقر السابق، قد وصل إلى السلطة في 17 مارس/آذار الماضي بتأييد مجموعة من العسكريين الذين أجبروا رفالومانانا على الاستقالة من منصبه عقب شهرين من المظاهرات والاحتجاجات العنيفة ضد حكومته.
ويجري الطرفان بالإضافة إلى رئيسي الدولة السابقين ديدييه راتسيراكا المنفي حاليا في فرنسا وألبرت زافي، مفاوضات في عاصمة موزمبيق مابوتو منذ الاربعاء الماضي من أجل اعادة النظام الدستوري في مدغشقر.
ويلعب رئيس موزمبيق السابق جواكيم شيسانو دور الوسيط في المباحثات التي تجرى في جلسات مغلقة بعد تعيينه من قبل مجموعة تنمية دول جنوب أفريقيا (سادك) التي أرسلت أيضا إلى مابوتو الامين العام لها توماس سالوماو.
ويتضمن فريق الوساطة أيضا ممثلين عن الامم المتحدة والمنظمة الدولية الفرانكفونية.
ويرى المحللون ان العفو عن رفالومانانا ضروري للتوصل إلى اتفاقية تضع حدا للازمة في مدغشقر.
وقد اتفق الاطراف أمس على العفو عن راتسيراكا الذي رفض في عام 2002 الانتخابات التي فاز فيها رفالومانانا وأدت إلى اندلاع أزمة سياسية وعسكرية أودت بحياة مئات القتلى وانتهت بنفيه.
واتهم راتسيراكا في عام 2003 باختلاس اموال الخزانة العامة وحكم عليه أيضا بالسجن عشر سنوات مع الاشغال الشاقة.
وتوصل القادة السياسيون في مدغشقر يوم 22 مايو/آيار الماضي إلى اتفاقية مبدئية من شأنها تشكيل حكومة انتقالية وعقد الانتخابات في الـ14 شهر المقبلة.
وتنص الاتفاقية على امكانية تقدم رؤساء البلاد السابقين للترشيح في الانتخابات ومنهم رفالومانانا وراجولينا، ولكن في 27 مايو/آيار الماضي تجاهل راجولينا الاتفاقية ووقع على مرسوم يحظر عودة رفالومانانا للبلاد.
وبالرغم من معارضة راجولينا للعفو عن رفالومانانا فقد صرح شيسانو لراديو موزمبيق انه متفائل من ان قمة مابوتو ستؤدي إلى حل للازمة في مدغشقر.
يذكر أن الاتحاد الأفريقي ومجموعة تنمية دول جنوب أفريقيا (سادك)، قد علقا عضوية مدغشقر نظرا لانهما لا يعترفان بحكومة راجولينا، التي فرضت العديد من الدول عقوبات ضدها.(إفي)