جنيف، 20 أكتوبر/تشرين أول (إفي): توجه وفد سويسري في زيارة إلى طرابلس في إطار عملية المصالحة بين البلدين اللذين يواجهان نزاعا منذ أكثر من عام، على خلفية قيام شرطة جنيف باعتقال أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية السويسرية أن الزيارة التي يقوم بها الوفد تأتي في إطار الاتفاقية الموقعة بين طرابلس وجنيف في 20 أغسطس/آب الماضي، خلال زيارة الرئيس السويسري هانز رودولف ميرز لليبيا سعيا لتطبيع العلاقات الثنائية، وهي الزيارة التي قام ميرز خلالها بالاعتذار العلني عن اعتقال هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي.
وأكدت السلطات السويسرية في ذلك الوقت أن الجانبين اتفقا على إطلاق سراح رجلي أعمال سويسريين قامت طرابلس باحتجازهما ومنعهما من مغادرة البلاد ردا على توقيف هانيبال في جنيف، إلا أن سلطات ليبيا نفت هذا الاتفاق، ولم يتم الإفراج عن المواطنين السويسريين حتى الآن.
وترجع تفاصيل النزاع إلى يوليو/تموز 2008 عندما قامت شرطة جنيف بتوقيف نجل القذافي وزوجته الحامل في شهورها الأخيرة بتهمة التعدي على عاملتي منزل مرافقتين لهما اثناء إقامتهما في فندق بجنيف، وقضي هانيبال في السجن ليلة واحدة بينما أفرج عن زوجته نظرا لحالتها الصحية.
وجاء الرد الليبي عنيفا حيث تم احتجاز رجلي الأعمال وقامت طرابلس بوقف الرحلات الجوية بين البلدين وخفض معدل التبادل التجاري وسحب كافة الودائع المالية الليبية في هذا البلد (التي تقدر بالمليارات) ومنع إمدادات النفط، فضلا عن وقف كافة أشكال التعاون الثنائي.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة واعادة العلاقات إلى طبيعتها قام الرئيس السويسري بزيارة مفاجئة لليبيا في أغسطس/آب الماضي للاعتذار عن اعتقال هانبيال والسعي لتجاوز النزاع، وهي الزيارة التي قوبلت بانتقادات حادة من قبل الصحافة السويسرية، واضطر الرئيس ميرز للخضوع للمسائلة أمام البرلمان.
وقد اتفق الجانبان خلال تلك الزيارة على عدة إجراءات لتطبيع العلاقات ومن بينها تشكيل لجنة مشتركة لتقييم أداء شرطة جنيف فيما يتعلق بتوقيف هانيبال وزوجته في جنيف. (إفي)