تحرير دولي، 26 أكتوبر/تشرين أول (إفي): كشفت خوانيتا كاسترو، الشقيقة الصغرى للأخوين فيدل وراؤول كاسترو، عن أنها عملت لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) خلال إقامتها في كوبا، قبل أن تغادر الجزيرة إلى المنفى في عام 1964.
وأدلت خوانيتا بهذا السر وغيره من أدق أسرار عائلة كاسترو الشهيرة في كتابها "شقيقاي فيدل وراؤول.. القصة السرية" الذي أعدته بالتعاون مع الكاتبة المكسيكية ماريا أنتونييتا كولنز.
وحول الأسرار التي يحويها كتابها المثير، تحدثت الثورية السابقة في حوار بثته قناة (أونيبسيون) في مدينة ميامي الأمريكية الليلة الماضية، وفسرت فيه أسباب قطيعتها مع الثورة بعد ان كانت من أشد المتحمسين لها، لدرجة أنها كرست نفسها لجمع الأموال للثوار.
وأوضحت خوانيتا (79 عاما) أن عمليات الإعدام الجماعي التي قام بها الثوار كانت السبب الرئيسي وراء قرارها بالابتعاد، مشيرة إلى أنها بعد أن اتخذت هذا القرار جعلت هدفها الرئيسي إخفاء ومساعدة هؤلاء الذين يلاحقهم نظام كاسترو.
وأضافت أنها كانت تنوي مواصلة التعاون مع الثورة من خلال إنشاء المستشفيات والعيادات، إلا أن عمليات الإعدام والاعتقالات والمصادرات الوحشية التي تم تنفيذها بعد انتصار الثورة جعلتها تتوقف وتقرر الابتعاد.
وقالت "بدأت أشعر بالحزن إزاء كل هذا القدر من الظلم، كنا في البداية نلقي باللوم على صغار الضباط، ولكن الحقيقة ان الأوامر كانت تأتي من أعلى .. من فيدل وتشي وراؤول".
وأكدت الشقيقة الرابعة من بين الأشقاء السبعة، أن الاستخبارات الأمريكية نجحت في تجنيدها لتمدهم بالمعلومات حول شقيقها فيدل وراؤول.
وكانت صحيفة (نيو أوليانز) الأمريكية قد كشفت عن هذه المعلومة في عام 1964 إلا أنها لم تتأكد من جانب أي من الأطراف المعنية.
وأشارت خوانيتا إلى ان (CIA) بدأت اتصالاتها معها عام 1960 بعد ان عملت بنشاطها في مجال مساعدة معارضي النظام.
وتابعت السيدة كاسترو الكشف عن أسرار واحدة من أشهر العائلات السياسية في العالم، وقالت إن والدتها لينا روث (توفيت عام 1963) كانت تساعدها في عمليات إخفاء المعارضين، بعد ان أدركت كلتاهما ان النظام الذي يطبقه الشقيقان الثوريان يقود البلاد نحو الشيوعية.
وقالت "توقف فيدل عن زيارة منزلنا بعد ان اتهمنا بإيواء من أسماهم بالديدان ، ولم يكن موافقا على ذلك".
يشار إلى أن لفظ "الديدان" هو اللفظ الذي كان فيدل يطلقه على معارضيه السياسيين.
ومضت خوانيتا تروي تفاصيل علاقتها بالاستخبارات الأمريكية، موضحة ان أحد عملائها اتصل بها عن طريق زوجة السفير البرازيلي في هافانا، فرجينيا لييتا دا كونا، وسألها عن استعدادها للتعاون معهم، فوافقت وظلت تمدهم بالمعلومات لمدة أربعة سنوات حتى تمكنت من الفرار إلى ميامي عبر المكسيك.
يذكر أن قصة تعاون خوانيتا كاسترو مع (CIA) كان قد تم التطرق إليها أيضا في كتاب "من داخل الشركة" لفليب أيج، عميل الاستخبارات الأمريكية المسئول عن أمريكا اللاتينية بين عامي 1960 و1970.
ووصف إيج في كتابه خوانيتا بأنها "عميل للدعاية" بالنظر إلى قرابتها للأخوين كاسترو.
وكشفت السيدة كاسترو أيضا عن انها اتخذت قرار الرحيل من الجزيرة بعد وفاة والدتها في 6 أغسطس/آب من عام 1963 بعد ان شعرت أنها أصبحت في خطر داهم إثر فقد الحماية التي كانت توفرها لها، إلى جانب الغضب المتزايد الذي كان يشعر به فيدل نحوها.
وتقول خوانيتا إن راؤول كان اكثر إنسانية وحنانا تجاهها وتجاه والدتها أكثر من فيدل، مشيرة إلى أنه هو الذي حصل لها على تأشيرة السفر إلى المكسيك في يونيو/حزيران من عام 1964 ، ومن هناك أصدرت الشقيقة الصغرى بيانا للصحافة أعلنت فيه عن قطع علاقتها مع الثورة.
ويذكر أن خونا دي لا كاريداد كاسترو روث المعروفة بـ"خوانيتا" ولدت في 6 مايو/آيار من عام 1933 في مدينة بيران بكوبا، وظلت تعيش في الجزيرة حتى غادرتها إلى المكسيك ثم إلى ميامي حيث افتتحت صيدلية هناك.
وخوانيتا هي الشقيقة الوحيدة في عائلة كاسترو التي تعيش في الولايات المتحدة، حيث تعيش شقيقتها إما في المكسيك، فيما يعيش كل من أنخيلا ورامون وأجوستينا في كوبا.
وكشفت دار نشر سانتييانا الأمريكية التي أصدرت الكتاب عن أن خوانيتا قد كتبت هذه الذكريات والأسرار بالفعل منذ 10 سنوات بالتعاون مع صديقتها الصحفية كولنز، إلا أنها رفضت نشرها منذ ذلك الحين، حتى اتخذت هذا القرار أخيرا العام الجاري.
وتؤكد السيدة كاسترو أنها على اتصال مستمر مع جميع أشقائها باستثناء راؤول وفيدل الذي كان أخر لقاء جمع بينهما في عام 1963.(إفي)