بكين (ا ف ب) - غيب المسنون لفترة طويلة عن الساحة التجارية الصينية، لكنهم اليوم باتوا الطفل المدلل للشركات التي ادركت حجمهم الديموغرافي وارتفاع مداخيلهم.
تحاول اوساط الاعمال التكيف مع هذا الواقع بانتاج هواتف محمولة مع ازرار كبيرة او مواقع على الانترنت مكتوبة باحرف كبيرة مثلا لجذب 143 مليون صيني تخطوا الستين ويتراوح مجموع مداخيلهم بين 300 او 400 مليار يوان اي 33 و44 مليار دولار، على ما يقول كونال سينها المحلل الاستراتيجي في شركة "اوغيلفي اند ماثر" في شانغهاي، .
ويشير سينها الى انه "من المتوقع ان تصل هذه القدرة الشرائية الى خمسة الاف مليار يوان بين 2025 و2050".
في منتصف القرن العشرين لم يكن امد الحياة يتخطى 36,5 سنة لكنه بات اليوم 73 سنة.
ومن جهة اخرى التخطيط الاسري الذي كان يهدف للجم النمو السكاني الهائل، حيث يبلغ عدد سكان الصين 1,3 مليار دولار، ساهم بزيادة الوزن الديموغرافي للمتقدمين في السن.
ويتوقع ان يشكل الاشخاص الذين هم فوق سن ال65، 15% من السكان في 2030 و23% في 2050.
ولم يتردد عدد من الشركات في الاستثمار في هذه السوق الواعدة. ف"جيالانتو" مثلا من الشركات الرائدة في شنزين في جنوب الصين استحدثت هاتفا محمولا مكيفا ليناسب هذه الفئة. وهذا الهاتف مجهز بازرار وشاشة كبيرة وبزر لطلب النجدة على رقم معين يفظ في الذاكرة مسبقا.
ويقول لين شنغيان، من سكان بكين يبلغ الرابعة والسبعين، ان "وظائف هذا الهاتف اقل من الهواتف العادية لكنه عملي جدا" وهو يفكر بشراء هاتف له.
ويضيف لين "نجد في هذا الهاتف كل ما نحتاجه، يمكننا اجراء الاتصالات وتلقيها".
وهذا الهاتف مجهز ايضا ليقول الساعة بصوت عال ان كان النظر بدأ يضعف لدى حامله.
ويعتبر سينها ان "هذا الامر مثال على ادراك المصنعين لحاجات المسنين واخذها بالاعتبار".
ومنذ سنتين ونصف السنة انشئ موقع للتسوق على شبكة الانترنت مخصص لهذه الفئة العمرية "هوم اولد.كوم". وتفيد مديرة المبيعات شيرلي لي ان رقم اعمال الموقع ازدادت بنسبة 30% بالمقارنة مع السنة الماضية.
ولم تعط مديرة المبيعات اي تفاصيل اخرى عن النتائج لكنها اوضحت ان "الصين مجتمع يتقدم بالسن اكثر فاكثر والمتاجر المخصصة لهذه الشريحة قليلة. ولاحظت شخصيا ان والدي لديهما حاجات محدة لكن لا يمكنهما الحصول عليها. فالخروج للتسوق ليس عمليا بالنسبة الى المسنين، ولهذا السبب بالتحديد اقمنا الموقع".
ويعرض موقع "هوم اولد" منتجات عدة مخصصة للمسنين كمقص اظافر مزود بعدسة مكبرة او جوارب مريحة مثلا لا تكون ضيقة كالجوارب التي يفضلها الشبان.
وان كان عدد من المسنين يواجه صعوبة في الخروج للتبضع، يواجه عدد اخر منهم صعوبة في استعمال الانترنت، ويوكلون هذه المهمة لابنائهم.
ويسعى محرك البحث الاول في الصين "بايدو" لجذب هذه الشريحة الجديدة من الزبائن. واطلق موقعا الكترونيا خاصا يستخدم الاحرف الكبيرة مزودا بعناوين مواقع تستهدف المسنين وتتضمن الاغاني الثورية والكتب المسجلة صوتيا والتي تعود الى الاربعينيات والخمسينيات.
واضاف المدير المساعد للمنتجات في "بايدو" لي جيان، "هناك هوة بين نسبة تزايد المسنين في الصين ونسبة ولوجهم الى الانترنت".