من أنجوس ماكدويل وجيفري هيلر
بيروت/القدس (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن هجوما إسرائيليا على منشآت عسكرية إيرانية جنوبي دمشق أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل بينهم ثمانية إيرانيين.
وجاءت أنباء الهجوم الإسرائيلي على منطقة الكسوة في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الضربات الصاروخية أصابت مستودعات ومنصات إطلاق صواريخ وأسفرت عن مقتل 15 شخصا منهم ثمانية إيرانيين. ولم تستطع رويترز التحقق من صحة التقرير بشكل مستقل.
وقال قائد في تحالف إقليمي يقاتل في صف دمشق إن إسرائيل قصفت قاعدة تابعة للجيش السوري ولم تسقط قتلى أو جرحى.
ورحبت إسرائيل بموقف ترامب المتشدد من الاتفاق النووي لكن الموقف أثار مخاوف من احتمال تفجر مواجهات إقليمية.
وبعد بضع ساعات من إعلان البيت الأبيض الانسحاب من الاتفاق مساء الثلاثاء ذكرت وسائل إعلام سورية حكومية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت صاروخين إسرائيليين.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التقارير بعد فترة وجيزة من قوله إنه رصد "أنشطة مخالفة" للقوات الإيرانية في سوريا وأعلن حالة تأهب.
وأمر الجيش السلطات المدنية في هضبة الجولان بإعداد الملاجئ للوقاية من القنابل ونشر دفاعات جديدة وقام بتعبئة بعض من جنود الاحتياط.
وساعدت إيران وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معها جيش حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتقديم دعم حاسم في الحرب الدائرة في البلاد منذ سبع سنوات.
ويثير تزايد نفوذ إيران في سوريا قلق إسرائيل التي قصفت ما وصفته بأنه تشكيلات لجنود إيرانيين أو عمليات نقل سلاح لحزب الله عشرات المرات أثناء الصراع.
وفي الشهر الماضي أصابت غارة جوية قاعدة قرب مدينة حمص السورية وقتلت سبعة إيرانيين. ألقت طهران المسؤولية في الهجوم على إسرائيل وقالت إنها سترد.
وقال خبراء اليوم إن من المتوقع أن تظل المواجهة الإسرائيلية الإيرانية محدودة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لكن الصراع بين العدوين سيتأجج في سوريا.
وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا للضغط على رئيسها فلاديمير بوتين لاحتواء الإيرانيين على امتداد الجبهة السورية.
وقال غالب قنديل المحلل السياسي اللبناني ذو الصلات الوثيقة بحزب الله ودمشق إنه يتوقع أن يتبادل العدوين "ضربات محدودة.. مدروسة" في إطار الحرب السورية كوسيلة ردع.
وأضاف "واضح أن مخاطر المواجهة الكبرى يدركها الجميع. المواجهة الكبرى إيران ما بدها اياها. وإسرائيل تعرف عواقبها".
وساد الهدوء في مرتفعات الجولان المحتلة التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقالت ديتي جولدشتاين وهي مسؤولة سياحية محلية "الأطفال في رياض الأطفال وجامعو المحاصيل في الحقول كل الأعمال الزراعية مستمرة بشكل طبيعي وكان هناك عدد محدود فقط من إلغاء الجولات السياحية".
لكن الخبراء ما زالوا يقولون إنهم يتوقعون تفجر الأوضاع.
وقال جاري ساموري الذي عمل نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن "إسرائيل لديها التفوق العسكري وحرية تنفيذ مثل هذه الهجمات".
وأضاف ساموري في مؤتمر أمني سنوي قرب تل أبيب أن المقاتلين الشيعة الذين نشرتهم طهران في سوريا سيقدمون إن عاجلا أو آجلا على شن هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب الحدود.
لكنه تابع أن روسيا وهي حليف رئيسي للأسد وذات نفوذ في سوريا تريد أن تبقى الأمور "تحت السيطرة" وتجنب "حرب كبيرة بين إسرائيل وإيران" على الأراضي السورية.
وفي عام 2015 فتحت روسيا وإسرائيل خطا ساخنا لمنع وقوع اشتباكات على سبيل الخطأ بين قواتهما في سوريا.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس في حديث مع الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت (واي نت) إن استراتيجية الحكومة هي "إخراج إيران من سوريا دون بدء حرب".
وأضاف "نريد أن يضطر الإيرانيون لاتخاذ القرار بالانسحاب استراتيجيا من سوريا".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)