من باتريك ماركي
طرابلس (رويترز) - امتدت الاشتباكات بالمدفعية والصواريخ يوم الخميس الى اثنين من مناطق طرابلس حيث تتقاتل الكتائب الليبية المتنازعة من اجل السيطرة على المطار في أسوأ قتال شهدته ليبيا منذ الانتفاضة في عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.
وقتل نحو 200 شخص منذ اندلع القتال قبل اسبوعين في العاصمة وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد حيث استولى تحالف من المقاتلين الاسلاميين والثوار السابقين على قاعدة كبرى للجيش في المدينة.
ولم تتمكن الحكومة المركزية الهشة في ليبيا وجيشها الحديث النشأة بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بحكم القذافي من فرض سيطرتها على الكتائب المسلحة للثوار السابقين الذين باتوا صناع القرار السياسي في البلاد.
وأدى القتال المستمر منذ اسبوعين الى اجلاء معظم الدبلوماسيين الغربيين من العاصمة الليبية وزاد من القلق الدولي من ان ليبيا تنزلق نحو اتجاه يجعلها دولة فاشلة في الطرف الاخر المواجه لاوروبا من البحر المتوسط.
وترددت أصداء انفجارات قذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في طرابلس منذ الصباح الباكر يوم الخميس بعد يوم على موافقة الفصائل على هدنة تسمح لرجال الاطفاء باخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ.
ولم ترد على الفور تقارير بشأن القتلى والجرحى في تبادل اطلاق النار الجديد. لكن وزارة الصحة قالت صباح الخميس بعد يوم من وقف مؤقت لاطلاق النار وافقت عليه الاطراف المتقاتلة ان المستشفيات أبلغت عن مقتل 179 شخصا واصابة أكثر من 700 في القتال في المدينتين منذ بدء أعمال العنف.
وينحصر معظم القتال بجنوب طرابلس حيث تتبادل الفصائل المتنازعة اطلاق صواريخ جراد وقذائف المدفعية ونيران المدافع بين المطار الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلي الزنتان والجيوب التي يسيطر عليها خصومهم كتائب مقاتلي مصراتة.
وقال مراسل لرويترز إن قتالا اندلع أيضا باستخدام صواريخ جراد في منطقة السراج ومدينة جنزور على مسافة 17 كيلومترا الى الغرب من العاصمة. وكتائب مقاتلي جنزور انحازت ضد الزنتان في المواجهات السابقة.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط التي تديرها الدولة دون أن تذكر تفاصيل إن رجال الاطفاء مازالوا يحاولون يوم الخميس اخماد حريق هائل اشتعل في مستودع وقود قرب مطار طرابلس قبل ثلاثة ايام.
وقال مصدران برلمانيان إن الحكومات الغربية تأمل في ان تتوصل الاطراف المتحاربة الى اتفاق سياسي داخل البرلمان الذي انتخب في الاونة الاخيرة ومن المقرر ان يعقد أولى جلساته يوم السبت في طبرق.
وقال سكان إنه لا يوجد انتشار ملحوظ للجيش أو الشرطة في مدينة بنغازي يوم الخميس بعد يومين على قيام مقاتلين ينتمون لجماعة أنصار الشريعة وائتلاف الثوار السابقين المعروف بمجلس شورى بنغازي بالاستيلاء على قاعدة رئيسية للقوات الخاصة.
وانضمت قوات خاصة الان الى وحدات القوات الجوية لدعم اللواء السابق المنشق خليفة حفتر وهو حليف سابق للقذافي عاش فترة في المنفى في الولايات المتحدة وعاد للقتال مع المعارضة في انتفاضة عام 2011 .
وشن حفتر حملة على المتشددين الاسلاميين في بنغازي لكن سكانا قالوا انه في الاسابيع الاخيرة بدأ يكافح ليحقق مكاسب.
وأظهر هجومان انتحاريان في الاسبوع الماضي كيف ان المتشددين يكثفون ردهم.
وفاز حفتر بتأييد في البداية من العديد من السكان الذين سئموا العنف والاغتيالات لكن آخرين رفضوه على انه حليف للقذافي حريص على تعزيز سلطته.
وقال سكان ومسؤولون محليون اليوم الخميس ان المتشددين سيطروا على مركز شرطة المدينة والقاعدة العسكرية وانهم يسيطرون ايضا على المداخل الغربية لبنغازي.
وهربت مئات العائلات من منازلها بعد اسبوع من الاشتباكات التي شملت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر عسكرية.
وكانت الشوارع شبه خالية وانتشرت رائحة الاطارات المشتعلة بعد مظاهرات ضد عنف الميليشيات. لكن الهدوء ساد معظم بنغازي.
وأجلى الاتحاد الاوروبي يوم الخميس موظفيه الدوليين من طرابلس بسبب القتال.
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان ارسل بالبريد الالكتروني "في اعقاب تدهور الوضع الامني في طرابلس قرر الاتحاد الاوروبي نقل موظفيه الدوليين مؤقتا من طرابلس الى تونس."
واضاف "عبر زملاؤنا الحدود مع تونس صباح اليوم." ولم يذكر عدد العاملين الذي تم نقلهم.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)