من جون ديفيسون
الرقة (سوريا) (رويترز) - يلعب مقاتلون يفتقرون للخبرة ضمن مجموعة عربية تقاتل من أجل استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية دورا ثانويا مقارنة بفصيل كردي مخضرم في الحملة لتحرير مدينتهم.
وسلط أداء إحدى المجموعات المدربة تدريبا خفيفا وشاهدتها رويترز في الرقة الضوء على صعوبة وضع العرب في "طليعة" المعركة لاستعادة المدينة التي تسكنها أغلبية عربية كما قالت الولايات المتحدة في العام الماضي.
وفي حادثة وقعت مؤخرا سارع المقاتلون بفتح النار بعد إطلاق رصاص طائش فوق مجمعهم المؤقت.
وصرح القائد حسن خليل (27 عاما) في وجه مقاتليه بمجموعة فوج الرقة "وقفوا وقفوا!! حدا شايف شي؟ رفاقكم قدام".
ومن ناحية أخرى شاهد مراسلو رويترز الذين يغطون هجوم الرقة فصيل وحدات حماية الشعب الكردية وهو يلعب الدور الأبرز في الحملة.
وهذه نقطة حساسة بالنسبة لكل من العرب السوريين وتركيا المجاورة التي تحارب تمردا كرديا في جنوب شرقها والتي ضغطت دون جدوى على واشنطن للتخلي عن تحالفها مع وحدات حماية الشعب.
وتعارض تركيا دور وحدات حماية الشعب في العملية قائلة إنها تهدد بتغيير التركيبة السكانية للرقة. لكن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت في مارس آذار بتوزيع الأسلحة على وحدات حماية الشعب قبل الهجوم النهائي .
ويبدو أن فوج الرقة الذي يبلغ قوامه 300 مقاتل يلعب دورا ثانويا. وهو من بين الفصائل التي لا تعد ولا تحصى ضمن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تشكل في عام 2015 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال خليل في قاعدة فوج الرقة المؤقتة بالقرب من جبهة القتال الأسبوع الماضي "نحن فخورون بأن نكون من قوات سوريا الديمقراطية ونأمل أن تصبح القوات العربية قوية مثل وحدات حماية الشعب". ولا يزال شرك خداعي زرعه مقاتلو الدولة الإسلامية موجود على أرضية مطبخهم.
وقال أحد قادة وحدات حماية الشعب في منزل قريب إن المجندين الجدد لا يتمتعون بالخبرة لكنهم مفيدون. وقال هفال قهرمان "إنهم حريصون على القتال وهم يعرفون المنطقة وهذا مفيد لجمع المعلومات".
وذكر المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالى أن فوج الرقة يتكون من رجال من المدينة. لكن اثنين من كبار المسؤولين بمكتب قوات سوريا الديمقراطية في بلدة عين عيسى قالا إنهما لم يسمعا عن المجموعة.
ويأمل المقاتلون العرب في لعب دور طويل الأمد في أمن الرقة. لكن مستقبل فوج الرقة يغلفه الضباب فيما لم يتم بعد وضع اللمسات النهائية على ترتيبات الحكم والأمن في الرقة مع اشتداد القتال لاستعادة السيطرة على المدينة.
وقال قائد آخر في وحدات حماية الشعب الأسبوع الماضي إن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت تنظيم الدولة الإسلامية في وسط الرقة لكنه توقع أن تستمر المعركة لمدة أربعة أشهر أخرى.
وفي مناطق أخرى سيطر عليها التحالف مثل مدينة منبج عُهد بمهام الأمن إلى قوات أغلبها محلية شكلت مجالس عسكرية ظلت مرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية.
ولم يتضح إن كان فوج الرقة سيتلقى مزيدا من التدريب ليلعب هذا الدور. وفي الوقت الراهن يركز الفوج على المعركة. وقال خليل "هدفنا وهدف رفاقنا واحد وهو القضاء على داعش".
*سكان الرقة
قال المتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل ريان ديلون إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة دربت أكثر من خمسة آلاف مقاتل عربي منذ بدء حملة الرقة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وقال لرويترز إن العدد الراهن للعرب في قوات سوريا الديمقراطية يبلغ نحو 24 ألفا مقابل 31 ألف كردي.
ووضع مقاتلو فوج الرقة شارات قوات سوريا الديمقراطية على ملابسهم. بينما وضع كثيرون شارات خاصة بفصائلهم والتي غالبا ما تكون وحدات حماية الشعب. وساوى جنرال أمريكي كبير في الآونة الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب قائلا إن قوات سوريا الديمقراطية تشكلت بعد أن نصحت واشنطن وحدات حماية الشعب بتغيير شعارها.
وأقر قائد وحدات حماية الشعب أن فصيله يلعب الدور الرئيسي في الرقة لكنه أعلى من أهمية الدور الذي تلعبه القوات العربية قائلا إن هذا يظهر عدم وجود أي نهج عرقي للعملية.
وفوج الرقة مجموعة جديدة تتألف من مقاتلين من سكان المدينة الذين هربوا خلال هجوم قوات سوريا الديمقراطية في الشهور الأخيرة.
وحصل مقاتلوها على دورة تدريبية سريعة لحمل السلاح من التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يدعم أيضا الهجوم على الرقة بقوات خاصة وضربات جوية.
*تدريب أمريكي وأسلحة سوفيتية
عرض المقاتلون وكثير منهم في العشرينات من العمر مقاطع فيديو على هواتفهم للاشتباكات. وفي أحد هذه المقاطع حاولوا عبثا إسقاط طائرة بدون طيار تتبع الدولة الإسلامية. وظهروا في مقطع آخر وهم يهاجمون موقع قناصة باستخدام قاذف صاروخي.
وتحدث محمد حاوي الرجل الثاني في المجموعة عن التدريب الذي استمر 23 يوما في معسكر بشمال سوريا بعد عمليات الفحص الأمني.
وقال "علمونا كيف نطلق بنادق إيه كيه 47 ومدافع دوشكا الثقيلة ومدافع بي.كيه.سي الآلية الخفيفة" وجميعها أسلحة سوفيتية الصنع.
وأضاف "تعلمنا كيف نرصد الشراك الخداعية. كانوا يملأون الغرفة بالقنابل المزيفة وكان يتعين علينا رصدها. أي غلطة تؤدي إلى إطلاق الإنذار".
وساهم التدريب على الأرجح في إنقاذ حياتهم فقد استطاعوا رصد الشرك الخداعي في المطبخ وهو عبارة شحنة ناسفة بدائية في صندوق أبيض به وصلات كهربائية.
وأضاف "أتيح للدولة الإسلامية ثلاث سنوات لتلغيم الرقة. إنها مليئة بالمتفجرات".
ويوجد نحو 50 مقاتلا في وحدة خليل كلهم من أحياء حول جدران المدينة القديمة بالرقة.
وشاهد علاء سعيد الذي يبلغ من العمر 20 عاما المتشددين وهم يذبحون أحد أقربائه خلال فترة ذروة حكم الدولة الإسلامية قبل ثلاثة أعوام.
ورغم وحشية التنظيم فإن المقاتلين يقولون إنهم لن يردوا الثأر بالمثل.
وقال خليل "لو نحرنا مقاتلي الدولة الإسلامية فلن نكون أفضل منهم. الأفضل أن نمسك بهم ونتركهم لمواجهة العدالة".
وعندما سئل المقاتلون عن توقعاتهم بالنسبة لمستقبل وحدتهم لم تكن لديهم إجابة واضحة.
وقال حاوي "بالطبع نريد المساعدة في إدارة المدينة والمنطقة
"طموحنا الآن هو تدمير داعش".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)