روما، 9 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يتغاضى عن مشكلة الهجرة، عقب زيارته لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي شهدت نهاية الأسبوع الماضي حادث غرق قارب أودى بأرواح 289 مهاجرا غير شرعي.
وصرح باروزو "مشكلة إيطاليا ينبغي أن يتم التعامل معها باعتبارها مشكلة لأوروبا بأسرها. ينبغي أن نتفاعل معها بطريقة ملائمة. أوروبا لا يمكنها أن تنظر إلى الجانب الآخر حين تغرق القوارب وتزهق أرواح المئات".
وأعلن كذلك أن إيطاليا ستحصل على مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون يورو، لمواجهة الطورائ التي تعيشها في ظل تدفق المهاجرين بكثافة على سواحلها.
وأوضح أن الزيارة التي أجراها للجزيرة الإيطالية، برفقة مفوضة الشئون الداخلية الأوروبية سيسيليا مالمستروم، كانت للتأكيد على أن أوروبا تقف إلى جوار سكان لامبيدوزا وإيطاليا.
كما أعرب عن تأثره بعد زيارته للرصيف البحري حيث تصطف نحو 100 نعش لمهاجرين لقوا مصرعهم في حادث الغرق المروع الخميس الماضي، مؤكدا أن مشاهدة الوضع على أرض الواقع تختلف كثيرا عن رؤيته عبر شاشة التلفاز.
وقد أجرى باروزو زيارة لمركز استضافة المهاجرين في لامبيدوزا، الممتلئ عن آخره نظرا لأنه يضم حاليا نحو ألف مهاجر في حين أن قدرته الاستيعابية تقل عن هذا المستوى بكثير.
وصرح المسئول الأوروبي "لقد شاهدت عيون الناجين البائسة. علينا أن نمنحهم الأمل. ينبغي أن نمنح الأمل لمن يفر من الحرب".
واعتبر أن أوروبا تحاول أن تكون "أكثر وعيا" بمشكلة الهجرة، ودعا إلى "إعطاء دفعة أخرى" لهذه المسالة، مضيفا أن هذه هي الرسالة التي سينقلها لزعماء الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم المقرر انعقاده يومي 24 و25 من الشهر الجاري في بروكسل.
كما دعا باروزو لإعادة توزيع عبء استقبال المهاجرين بين الدول، مشيرا إلى أن أوروبا استقبلت العام الماضي 332 ألف مهاجر، فيما تلقت 70% من طلبات اللجوء خمس دول فقط، هي ألمانيا وفرنسا وسويسرا وبريطانيا وبلجيكا.
وقد تمكنت السلطات الإيطالية حتى الآن من استعادة 289 جثة، ويعتقد أن 70 جثمانا آخر لا تزال بقاع البحر إذ أن الناجين من الحادث، والبالغ عددهم 155 شخصا، قالوا إن قارب الصيد الذي انطلقوا على متنه من ليبيا صوب السواحل الإيطالية كان يقل نحو 520 مهاجرا.
وتسببت كارثة لامبيدوزا في صدمة حادة للمجتمع الإيطالي ومؤسسات البلاد والساسة الذين أبدوا أسفهم الشديد لما حدث، وطالبوا بوضع حد للدراما البشرية التي تشهدها سواحل جنوب إيطاليا، التي يعتبرها كثير من المهاجرين بوابة للعبور إلى أوروبا. (إفي)