طهران، 27 مايو/آيار (إفى): يحاول فن الفلامنكو الإسباني ايجاد موقع له داخل إيران، حيث يوجد جمهور مشتاق للأشكال الفنية الجديدة، على الرغم من الصعوبات التي يفرضها النظام على أشكال متنوعة من الفن.
ويأتي هذا الأمر على يد الشاب والمحلن وعازف الجيتار الإيراني ماجد أحمد بور، والذي بدأ في 2005 عقب تعلم الإسبانية بإحدى أكاديميات طهران، تأليف وتلحين أعمال فلامنكو خاصة به.
وقال أحمد بور في تصريحات لـ(إفي) "كنت أعشق الجيتار وبدأت في العزف، وشاهدت بعض الأفلام عن الفلامنكو وكان هذا الأمر بمثابة نقطة تحول"، موضحا عشقه لرموز هذا الفن من أمثال باكو دي لوسيا وكامارون دي لا إيسلا وتوماتيتو.
ولم تكن تجربة الشاب الإيراني سهلة حيث انضم إليه في البداية عدد من عشاق الموسيقى من نفس فئته العمرية وشكلوا مجموعة فنية، إلا أنهم لم ينجحوا في تقديم أول عرض لهم سوى بعد ثلاث سنوات بعد شد وجذب مع السلطات.
وصرح أحمد بور "حتى بداية 2008 ، لم نكن نجحنا في الحصول على تصريح من السلطات بتقديم عرضنا على المسرح، وفي نهاية العام نجحنا في اضافة الجزء الراقص".
وبداية من هذه اللحظة، حدث تطور نوعي في مسيرة الشاب وفرقته الموسيقية حيث ساعدته شركة مسرحية على الحصول على التصريحات وتجنب العراقيل التي تضعها الرقابة الإيرانية.
ويعتبر أشهر العروض التي تقدمها فرقته الموسيقية التي تضم ست راقصين وراقصة واحدة، على الرغم من القيود المفروضة على النساء في طهران، ذلك المعروف بإسم "الأندلس".
والمثير في الأمر أن المغنيين الرئيسيين في الفريق وهما مرتضى صفي وحسين باجشي لم يدرسا الإسبانيا ولكنهما يغنيان الكلمات باحساس عالي.
ويضم الفريق أيضا تسعة من العازفين أغلبهم من عازفي الجيتار، مثل علي رضا وحي الدين صفي وأحمد بور.
ويواجه هذا الفريق صعوبة كبيرة في تقديم أعماله خارج العاصمة الإيرانية طهران، على الرغم من حصوله على تصريح من السلطات، وذلك بسبب ملاحقة الجماعات المتشددة له ولجوئها للعنف في بعض الأحيان.
وعن هذا الأمر قال أحمد بور "منذ أيام كان لدينا حفل في بوشهر، إلا أن قوات الباسيج (التابعة للحرس الثوري) منعتنا من اقامته واضطررنا لغلق الأبواب حتى لا يقوموا بتكسير الأدوات".
ويأتي هذا على الرغم من أن أحمد بور وفرقته يقدمون عروضهم في صالات معروفة بطهران تصل سعتها إلى 300 و400 فرد، حيث يكون أغلب المشاهدين من الطلاب والأساتذة الجامعيين، والمهتمين بالثقافة بوجه عام.
وعن هذا الأمر علق الشاب بقوله أن المشاعر التي ينقلها الفلامنكو للجمهور متنوعة، لدرجة تجعله يردد كلمات الأغنية دون أن يكون في الأساس لديه دراية بالإسبانية.
وعن مشروعاته المستقبلية أوضح أحمد بور أن لديه رغبة أساسية في خلط مؤلفات الفلامنكو بالموسيقى الإيرانية التقليدية بصورة أكبر لاثارة اهتمام الإيرانيين والإسبان في نفس الوقت.(إفي).