أثينا، 11 مايو/آيار (إفي): قَبِل حزب (الديمقراطية الجديدة) المحافظ، الفائز بأعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد باليونان، بشروط المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، حسبما أعلن زعيمه أنطونيس ساماراس من أثينا اليوم.
وعقب اجتماعه اليوم مع إيفانجيلوس فينزيلوس، زعيم حزب (باسوك) الاشتراكي المكلف حاليا بتشكيل الائتلاف الحكومي، أكد ساماراس ان حكومة الوحدة الوطنية الجديدة ينبغي ان تحظى بأي حال من الاحوال بمشاركة تحالف اليسار الراديكالي (سيريزا)، صاحب ثاني اكبر نسبة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة، والمعارض لخطط التقشف المفروضة على أثينا من جانب الاتحاد الاوروبي.
واوضح ساماراس ان المقترح الذي تقدم به فوتيس كوفيليس، زعيم حزب يسار الوسط (ديمار)، الليلة الماضية لـ(باسوك) من اجل تشكيل حكومة وحدة مؤلفة من شخصيات سياسية "جديرة بالثقة" ومدعومة من جانب (الديمقراطية الجديدة) و(ديمار) و(سيريزا)، هو الاقرب لمقترحه الخاص.
وقد أكد كوفيليس صباح اليوم، في مقابلة مع قناة (سكاي)، أنه لن يدعم حكومة لا يشارك بها (سيريزا)، وهو احتمال بعيد لان التحالف اليساري يعارض بشدة الاتفاقية الخاصة بالاجراءات التقشفية، التي وقعها حزبا (الديمقراطية الجديدة) و(باسوك).
في حين شدد ساماراس على "ضرورة حماية البلاد الآن ليس من شعوبية باسوك بل من شعوبية سيريزا، الاكثر خطرا"، ووصف زعيم التحالف اليساري، أليكسيس تسيبراس بـ"آخر معاقل الشعوبية والتطفل".
واشار كذلك الى ان (سيريزا) حصل على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية، إلا انه "اعترف منذ اليوم الثاني بأنه ليس لديه برنامج ليحكم. لقد أثار شكوكا داخل البلاد، وعزز اعداءنا خارج البلاد".
واعتبر ساماراس ان الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة تكمن في ان (الديمقراطية الجديدة) هو الحزب الوحيد الذي لديه برنامج.
واتهم "الشركاء الأوروبيين" بـ"تقوية الاحزاب المتشددة" بسياسات التقشف التي فرضوها على أثينا، رغم انه حزبه يدافع على اي حال عن بقاء اليونان في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي.
ويرى ساماراس انعزال اليونان عن أوروبا بمثابة انتحار في الوقت الذي "بدأت فيه الامور تتغير"، في اشارة الى انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد، الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي يعول على التنمية في مواجهة التقشف.
وفي حال فشل حزب باسوك في الحصول على الدعم اللازم لتشكيل حكومة ائتلافية، فسيتعين على رئيس الدولة الاجتماع مع زعماء الأحزاب السبعة الممثلة في البرلمان لحثهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي حال فشل هذا الاقتراح أيضا، فسيتم الدعوة لانتخابات في شهر يونيو/حزيران المقبل، يرجح أن تكون في 10 أو 17 من هذا الشهر.
وحصد حزب (الديمقراطية الجديدة) في الانتخابات الاخيرة 108 مقاعد، فيما حصل (سيريزا) على 52 مقعدا، و(باسوك) على 41 مقعدا، و(اليونانيون المستقلون) القومي على 33 ، والحزب الشيوعي على 26 ، والنازيون الجدد (فجر ذهبي) على 21 ، و(ديمار) على 19 مقعدا. (إفي)