سيول، أول يونيو/حزيران (إفي): من المقرر أن تعقد الكوريتان خلال الشهر الجاري احتفالات سنوية في ذكرى قمتهما الأولى عام 2000 ، وذلك في ظل حدة التوتر الذي طال أمده في شبه الجزيرة الكورية.
وظل الجانبان يستضيفان الاحتفالات المشتركة بالقمة بالتناؤب في الماضي، إلا أن الفعاليات توقفت في السنوات الأخيرة مع تصاعد وتيرة التوتر.
ويشار إلى أن انقسام شبه الجزيرة الكورية عقب انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953) أدى إلى تفكك آلاف من الأسر، ولم يتمكن غالبية كبار السن من رؤية ذويهم منذ نحو 50 عاما.
وبدأ لم شمل الأسر المشتتة في يونيو عام 2000 عقب القمة التاريخية التي جمعت آنذاك بين الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي يونج ونظيره الشمالي الراحل كيم يونج إيل في بيونج يانج.
وعقدت خلال القمة اجتماعات سمحت بلم شمل نحو 20 ألف كوري من شطري شبه الجزيرة الكورية، كما مهد الطريق للكوريتين المنقسمتين لتخفيف التوتر العسكري وبدء التعاون الاقتصادي.
وقالت اللجان المسئولة عن القمة إنها سوف تقيم الاحتفال بصورة منفصلة في الشمال والجنوب والخارج، نسبة لعدم تمكنها من التجمع "بسبب عدم سماح حكومة سيول بإجراء اتصال غير مسموح وغير منطقي" وفقا لما ذكرته اليوم وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الوحدة في سيول كيم هيونغ سوك إنه "من غير الملائم أن يحتفل مواطنو الجنوب بمناسبة الذكرى السنوية للقمة مع بيونج يانج"، في إشارة إلى حالة التوتر السائدة.
وهناك حوالي 80 ألف كوري جنوبي مدرجون في قائمة أسماء جمعية الصليب الأحمر ظلوا في انتظار فرصة للالتقاء بذويهم في الشمال بعد أن انتهت الحرب الكورية.
وتوافق كوريا الجنوبية على استقبال اللاجئين من جارتها الشمالية، حيث تعتبرهم مواطنين "يتمتعون بكافة الحقوق"، كما توفر لهم "كافة الإمكانيات" لمساعدتهم على بدء حياة جديدة.
ومن الناحية الفنية، لا تزال الكوريتان في حالة حرب، لأن النزاع الذي استمر بين الطرفين بين عامي 1950 و1953 انتهى بوقف لإطلاق النار وليس اتفاقية سلام.
ويذكر أن العلاقات بين البلدين مرت خلال العامين الماضيين بمراحل من التوتر عقب إغراق بارجة كورية جنوبية في مارس/آذار 2010 ، وكذلك إثر قصف جزيرة يونبيونج في نوفمبر/تشرين ثان من نفس العام.
وارتفعت وتيرة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بعد أن أطلقت كوريا الشمالية في 13 من الشهر الماضي صاروخا بعيد المدى بهدف وضع قمر صناعي في مداره حول الأرض، إلا أن الصاروخ انفجر بعد أقل من دقيقتين على اطلاقه، وسقط في البحر. (إفي)