كييف، 18 يناير/كانون ثان (إفي): رفع ايفجيني دزوجاشفيلي، حفيد الدكتاتور السوفيتي السابق جوزيف ستالين، دعوة قانونية ضد أجهزة المخابرات والمحكمة التي اتهمت جده بارتكاب جرائم إبادة راح ضحيتها الملايين من الفلاحين الأوكرانيين.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن دزوجاشفيلي قوله إن "أود أن ألفت الانتباه رسميا إلى أنه في ثلاثينيات القرن الماضي لم تكن الإبادة تعتبر جريمة سواء في أوكرانيا أو في العالم"، مشيرا إلى أن العدالة الأوكرانية على العكس من ذلك يتعين عليها التحقيق في الجرائم التي ارتكبها هتلر عدو ستالين الأول.
ويستند حفيد ستالين في دعواه إلى البند السابع من معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية، التي تنص على أنه "لا يجوز محاكمة شخص على ارتكاب جرائم أو الاشتراك في جرائم وفقا للقانون الحالي، في حين أنها لم تكن تعتبر جرائم وقت ارتكابها".
جدير بالذكر أنه في 13 من الشهر الجاري، أقرت محكمة استئناف كييف مسئولية ستالين (21 ديسمبر/كانون أول 1878 - 5 مارس/آذار 1953)، وعدد من قيادات الاتحاد السوفيتي السابق من بينهم وزير خارجيته مولوتوف، عن جرائم الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها ملايين الفلاحين في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكنها حفظت القضية، نظرا لأن التشريع الحالي لا يقر إصدار أحكام قضائية بحق أشخاص راحلين.
يشار إلى أن ستالين فرض على الاتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية. وتقوم على استبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرارات الميكانيكية وخلافه.
كان من السهل جداً طرح أي نظرية من النظريات ولكن الزراعة التعاونية ناقضت نمط من أنماط التجارة كان يمارس لقرون مضت، فلاقت معارضة شديدة من قبل الإقطاعيين والفلاحين ووصلت المعارضة إلى حد المواجهات العنيفة بين السلطة والفلاحين.
حاول ستالين ثني الفلاحين عن عنادهم باستخدام القوات الخاصة في إرغام الفلاحين على الدخول في برنامجه الزراعي التعاوني إلا أن الفلاحين فضّلوا نحر ماشيتهم على أن تؤخذ منهم عنوة لصالح البرنامج الزراعي التعاوني، مما سبب أزمة في عملية الإنتاج الغذائي ووفرة المواد الغذائية.
قام ستالين بتوجيه أصابع الاتهام إلى الفلاحين الذين يملكون حقول زراعية ذات الحجم المتوسط ونعتهم "بالرأسماليين الطفيليين" وأنهم سبب شحّ الموارد الغذائية. وأمر ستالين بإطلاق النار على كل من يرفض الانضمام إلى برنامجه الزراعي أو النفي إلى مناطق بعيدة في الإتحاد السوفييتي، وأسفرت هذه السياسة عن مصرع ما يزيد على 5 ملايين من الفلاحين.
يذكر أن حفيد ستالين أقام دعوتين مؤخرا ضد مجلة "نوفايا جازيتا" الروسية ومحطة "إيكو راديو موسكو"، يتهمهما بتشويه صورة جده، بعد نشر معلومات مفادها أن ستالين أصدر أوامر شخصية منه بإعدام واعتقال الآلاف من معارضيه.(إفي)