بنما، 31 ديسمبر/كانون أول (إفي): احتفى الشعب البنمي اليوم بالذكرى السنوية العاشرة لاستعادة السيادة على قناة بنما من الولايات المتحدة في مقر هيئة القناة، والتي شهدت مراسم تسليم واشنطن ادارتها الى البنميين عام 1999.
وترأس الرئيس البنمي ريكاردو مارتينلي الحفل الذي شارك في فعالياته جميع وزرائه ورؤساء الهيئات القضائية والبرلمانية، وتضمن مراسم من بينها رفع العلم على القناة من جديد.
وخلال الاحتفال أكد مارتينلي، الذي يحتفظ من بين مهامه بمسئولية الإشراف على القناة "منذ عشر سنوات كان الكثيرون يشككون في مقدرتنا على ادارتها، وها نحن البنميون قد نجحنا في هذه المهمة وتمكنا من رفع ربحيتها".
وأضاف مارتينلي "بفضل المجهودات التي قام بها مديرو القناة، وصلت ايراداتها خلال السنوات العشر الماضية الى 4 مليار و804 مليون دولار، مقابل مليار و863 دولارا في آخر عام كانت فيه إدارتها تابعة للولايات المتحدة".
وأوضح مارتينلي أن "الشركة الموكل اليها ادارة القناة تقوم بدورها بشكل فعال بما يزيد من ربحيتها، فقد ضربت هذه الشركة المثل في الادارة النموذجية التي يحتذى بها في كافة القطاعات البنمية".
يشار الى أن قناة بنما تعتبر ممرا مائيا يمتد لمسافة 81.63 كلم ابتداء من خليج "ليمون" على المحيط الأطلنطي حتى خليج بنما على المحيط الهادئ. تبحر السفن المسافرة عبر القناة من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهادئ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
وتختصر قناة بنما المسافة بين المحيطين الأطلسي والهادئ، حيث توفر السفينة المبحرة من نيويورك حتى سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة عن طريق قناة بنما، مسافة تقدر بـ 12.600 كم تقطعها إذا أبحرت حول أمريكا الجنوبية.
وقامت كل من الولايات المتحدة وإنجلترا بدراسة فكرة شق قناة عبر نيكاراجوا، وفي الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، كادت أن تقع حرب بين الدولتين بسبب نزاع نشأ بينهما حول من يبسط سيطرته على القناة المقترحة.
وفي عام 1850 اتفقت الدولتان في معاهدة (كلايتون ـ بولوير)، على السيطرة المشتركة على القناة المقترح تشييدها في مكان ما عبر برزخ أمريكا الوسطى. وفي ذلك الوقت كانت بنما مقاطعة تابعة لكولومبيا، التي روادتها مخاوف من قيام إنجلترا ببسط سيادتها على بنما لاستخدامها موقعا للقناة.
وتعد قناة بنما من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، كلف انشاؤها الولايات المتحدة 380 مليون دولار، واستمر العمل بها عشر سنوات وتم افتتاحها عام 1914.
ووقعت بنما عام 1903 معاهدة مع الولايات المتحدة تعطيها الحق في حفر ذلك الممر المائي وتشغيله. كما أصبح لها الحق بموجب تلك المعاهدة أن تحكم منطقة من الأرض على جانبي القناة تسمى نطاق قناة بنما.
وحاولت بنما منذ سنوات كثيرة أن استعادة السيطرة على القناة والمنطقة التابعة لها. وفي عام 1977 وقعت بنما والولايات المتحدة معاهدة جديدة، تسلمت بنما بموجبها سلطات الحكم المحلية التشريعية على منطقة القناة في عام 1979.
إلا أن الولايات المتحدة، احتفظت بالسلطات الإدارية لبعض المنشآت العسكرية والمناطق الضرورية لتشغيل القناة والدفاع عنها. كما منحت المعاهدة بنما الحق في أن تتولى عمليات تشغيل القناة والمنشآت العسكرية المتعلقة بها ابتداء من 31 ديسمبر/كانون أول 1999 ، إلا أن المعاهدة الثانية منحت الولايات المتحدة الحق في الدفاع عن حياد القناة، حتى في أوقات الحرب.
بدأ الرئيس الأسبق عمر توريخوس مفاوضات لإعداد اتفاقية جديدة للقناة وبالفعل تم توقيع اتفاقية توريخوس- كارتر في العاشر من أغسطس/أب 1977 والتي بمقتضاها يخرج آخر جندي أمريكي من بنما مع نهاية يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون أول 1999.
وبعد هذه الاتفاقية قلص الأمريكيون قواعدهم في عشر قواعد مبدئيا، ثم انسحبوا من بعض القواعد الأخرى، أيضا بدأ يتم تقليص عدد الجنود المتواجدين في القواعد. وحتى تسليم القناة لم تكن تحصل حكومة بنما من إجمالي أرباحها إلا على 20 مليون دولار سنويا، فضلا عن جزء إضافي ضئيل يعتمد على ما تجنيه القناة من واردات. (إفي)