دمشق، 27 مارس/آذار (إفي): أكدت الحكومة السورية الأربعاء أن القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية خلال قمة الدوحة أمس يعد غير مسبوق في تاريخ الجامعة وينتهك بشكل صارخ ميثاقها وأنظمتها الداخلية وقواعد العمل العربي المشترك، وتعد سابقة "خطيرة ومدمرة" تغذي الإرهاب.
وكان قد تم منح مقعد دمشق في الجامعة العربية لوفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السورية، اعتبرت دمشق القرار العربي بأنه ساهم في "زيادة سفك الدم السوري وتشجيع الإرهاب واعاقة الجهود الحقيقية التي تبذلها الدول والأطراف الحريصة على سوريا لايجاد حل سياسي يرتكز على الحوار بين السوريين وعلى رفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية بكل أشكاله".
وأضاف "ووصل العمل غير المسؤول للجامعة إلى إعطاء مقعد سوريا في القمة لطرف غير شرعي ورفع علم غير العلم السوري".
وأكدت الحكومة أن هذا القرار "شكل سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة وافقدها ما تبقى من مصداقيتها وحرف دورها عن مساره الطبيعي".
وتابع "كما مثل القرار تهديدا للنظام العربي لان استهداف سوريا اليوم سيتلوه استهداف لدول اخرى غدا وخسارة دول الجامعة العربية والعمل العربي المشترك بسبب هذا النهج وتداعياته ستكون خطيرة على الأمن العربي" محذرا من أن بلدان اخرى في المنطقة قد تشهد تطورات لا تقل خطورة عما يجري الآن.
وانتقدت دمشق دولة قطر على وجه الخصوص، صاحبة القمة هذا العام "نرفض الترغيب والترهيب التي تتبعها بعض الدول وبخاصة قطر حيث اختطفت قرار الجامعة وهيمنت على ارادتها المستقلة وفرضت عليها سياسات ومواقف تتعارض مع تاريخها وميثاقها وتقاليدها المعهودة تنفيذا لأجندة إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها".
وشددت على أن قمة الدوحة شجعت بقرارها نهج "ممارسة العنف والتطرف والإرهاب الذي لا يشكل خطرا على سوريا فحسب بل على الأمة العربية وعلى العالم بأسره" لتصبح الجامعة العربية طرفا في الأزمة السورية وليست طرفا في الحل.
وأكد رؤساء الدول والحكومات العربية امس على حقهم في تسليح المعارضة السورية وطالبوا بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا وحيدا لسوريا، وذلك في البيان الختامي الصادر عن القمة العربية في نسختها الرابعة والعشرين.
كما قامت قطر اليوم بتسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض، الذي تعترف به ممثلا للشعب السوري بدلا من النظام الحالي برئاسة بشار الأسد.
ورفع علم الثورة السورية فوق مبنى السفارة بعد أن حصل المعارضون يوم الثلاثاء على مقعد سوريا في قمة رؤساء دول وحكومات الجامعة العربية التي انعقدت بنفس المدينة.
وأودى النزاع في سوريا بحياة أكثر من 70 ألف شخص، فضلا عن نزوح حوالي مليونين في الداخل وهروب نحو مليون إلى الخارج، بحسب بيانات الأمم المتحدة. (إفي)