ينصب اهتمام المستثمرين حاليا على قضية جرف المالي الأمريكي، إذ لا توجد أي دلائل على تحقيق تقدم نحو اتفاق للميزانية في واشنطن، و لا تزال الأزمة الأوروبية هي الهم الأكبر لدى المستثمرين، فمن المقرر اليوم أن يواصل قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 اجتماعهم الاخير هذا العام لمناقشة مستقبل الاتحاد الاقتصادي و الوحدة النقدية خلال الفترة القادمة.
صادق قادة الاتحاد الأوروبي على قرار وزراء مالية الاتحاد الاوروبي يوم الأمس على منح البنك المركزي الآوروبي الدور الأشرافي على المؤسسات المالية في دول منطقة اليورو الـ 17، أما عن باقي الدول في الاتحاد الأوروبي لها حرية الخيار في المشاركة بفرض الرقابة على قطاعاتها المصرفية و مؤسساتها المالية، و هذا ما يعطي إشارة إلى أن بنوك المملكة المتحدة لن تخضع لهذه الرقابة التي من المفترض أن يبدأ تطبيقها في عام 2014.
تخافت اهتمام المستثمرين حيال البيانات الاقتصادية الصادرة عن الاقتصاديات العالمية، و اليوم الاقتصاديات في منطقة اليورو سوف تعلن عن تراجع وتيرة انكماش قطاعاتها الاقتصادية التي تعاني من انكماشا خلال التسعة أشهر الماضية، إذ من المتوقع أن تظهر القراءة التمهيدية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في ألمانيا خلال كانون الاول انكماشا عند 47.3 من السابق 46.8، و يتوقع أن يسجل القطاع الخدمي 50.0 من الشهر السابق بانكماش 49.7.
من منطقة اليورو من المتوقع ان ينكمش القطاع الصناعي عند مستويات 46.6 من السابق 46.2 ، مع انكماش القطاع الخدمي بقيمة 47.0 من الشهر الماضي 46.7، و يتوقع أن تسجل القراءة المركبة انكماشا عند 46.9 من 46.5، و ستعلن منطقة اليورو أيضا عن مؤشر أسعار المستهلكين خلال الشهر الماضي و الذي من المتوقع أن يهبط إلى 1.9% من السابق 2.2%.
أن التوقعات بانخفاض معدلات التضخم في منطقة اليورو دون 2.0% الذي تعد المستويات المقبولة للبنك المركزي الأوروبي، سيكون إشارة سلبية واضحة من الاقتصاديات و هذا ما سوف يدعم جميع التوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة المرجعي خلال الفترة القادمة لإعادة الاستقرار المالي للمستويات العامة في الأسعار إلى المستويات المقبولة.
فالتوقعات بتيسر اضافي من البنك المركزي الأوروبي سوف تدعم وتيرة نمو الاقتصاديات الأوروبية التي تعاني كثيراً وسط تفاقم أزمة الديون الأوروبية التي شلت عصب الحياة بعد قيام الحكومات الأوروبية بإقرار سياسات تقشفية صارمة أدخلت الاقتصاديات في ركود اقتصادي خلال الفترة الماضية.
عزيزي القارئ، يتوقع أن تواصل الأسواق المالية مسيرة الارتفاع للأعلى بعد أن أنهى اليورو موجة التصحيح و استعاد قوته للارتفاع، إذ استطاع اليوم اختراق مستويات 1.31 ليستقر فوقها، و لكن لابد لزوج اليورو من اختراق مستويات المقاومة الأساسية 1.3125 ليؤكد لنا مسيرته الصاعدة.