مدريد، 9 أغسطس/آب (إفي): أكد وزير الداخلية الإسباني خورخي فرناندث دياث اليوم على ضرورة إجراء إصلاحات في التشريع لكي تتمكن الشرطة وقوات الأمن من التصدي للإرهاب الإسلامي على نحو أمثل.
وفي مقابلة أجرتها معه (إفي) قال فرناندث دياث إنه من الضروري أن يتم إصلاح التشريع الإسباني في ظل الصعوبات التي تواجهها قوات الأمن لكي تتمكن من تقديم أدلة دقيقة أمام المحكمة ضد الشبكات الجهادية.
وبالرغم من هذه الصعوبات إلا أن وزير الداخلية يرى أن إسبانيا مستعدة لمواجهة أي تهديد، مبرهنا على صحة هذا الأمر بالاعتقالات التي تمت الأسبوع الماضي.
وكانت السلطات الإسبانية قد تمكنت من اعتقال ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة في مدينة قادش (جنوبي البلاد) وثيوداد ريال (وسط)، كانوا يخططون لشن هجوم في مدريد أو إحدى الدول الأوروبية.
ونفى فرناندث دياث إمكانية أن تكون إسبانيا تواجه تهديدا إضافيا عن باقي دول أوروبا، رغم أن بعض الجماعات الجهادية ترى فيها الجنة المفقودة بفقدان الأندلس (إسبانيا خلال حكم الإسلاميين لها).
وفي هذا الصدد قال الوزير: "إسبانيا لا تواجه أي تهديد إضافي عن باقي حلفائنا، وهذا أمر يمكنني التأكيد عليه".
ويرى فرناندث دياث أن العمليات الأخيرة التي استهدفت الإرهاب الإسلامي في مختلف أقاليم إسبانيا خلال الفترة الماضية، تكشف أن الشرطة والحرس المدني تتمتع باحترافية عالية ولديها القدرة الاستخباراتية وإمكانية إجراء التحقيقات للتصدي لهذا التهديد.
وأوضح أن قوات الأمن الإسبانية تحظى أيضا بتعاون وثيق مع استخبارات عدة دول، مبينا أنه بدون هذا التعاون لم يكن من الممكن اعتقال عناصر الخلية التي تم تفكيكها في قادش مؤخرا الذين لهم صلة بالقاعدة.
كما أشار: "جميعنا نتعرض لتهديد عالمي وكل واحد منا يحتاج للآخر، علينا أن نبقى متحدين لكي نقدم ردا موحدا وفعالا".
ومن ناحية أخرى أضاف فرناندث دياث أنه من المنطقي اعتبار الحركات السياسية التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط خاصة منطقة الساحل كبؤرة "للخطر والقلق" بالنسبة لإسبانيا.
وفي هذا السياق أوضح أنه ينبغي النظر إلى هذه المنطقة بنطرة خاصة من أجل الدفاع عن "مصالحنا الإستراتيجية وأمننا".
وفيما يتعلق بإرهاب منظمة إيتا، قال الوزير الإسباني إن القرار الذي أعلنته في أكتوبر/تشرين أول الماضي بوقف أنشطتها المسلحة "لا رجعة فيه" نظرا لأن عودة المنظمة إلى استخدام السلاح سيقابل برفض مطلق من المجتمع الباسكي كما ستمنعه قوات الأمن الإسبانية.
وأوضح أنه يرفض التحاور مع إيتا ويرى أن النموذج الأمثل للتعامل معها هو الحل الذي اتبعته إيطاليا خلال حقبة الثمانينيات مع منظمة "الكتائب الحمراء" المسلحة. (إفي)