Investing.com – يبدو أن تقرير الوظائف الضعيف الذي صدر اليوم، والذي جاء دون مستوى التوقعات، قد لا يفعل شيئا يذكر لتغيير خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية في الاجتماع المقبل، والذي سيجري يومي 13 و14 من الشهر الحالي، حيث يبدو أن قرار الرفع قد تم تحضيره بالفعل، ولكن الأسواق تتساءل عما إذا كان البنك المركزي قد يضطر إلى النظر في إحتمال تشديد السياسة النقدية على نحو "أكثر تدريجية" مما كان في السابق.
وعلق المحلل الإستراتيجي لقسم العملات الأجنبية في (ساكسو بانك) السيد (جون هاردي) على تقرير الوظائف لشهر أيار مايو قائلاً أنه "تقرير بشع عملياً في جميع أرقامه"، لافتا النظر إلى أن سلبيات التقرير تتعدى عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد، وتنقيح أعداد الشهرين السابقين إلى الأسفل، بل أن معدل الأجر في الساعة قد سجل قراءة خيبت اأمال، أما تراجع نسبة البطالة الذي يبدو إيجابياً على السطح، فيرجع في الحقيقة إلى تراجع نسبة المشاركة إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر.
وقال (هاردي): "جميع جوانب التقرير تفتقد الإلهام، وعلى الرغم من أن ذلك قد لا يؤثر على ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقوم برفع أسعار الفائدة في إجتماع 14 حزيران/يونيو، فإنهم سيضطرون لإستخدام لغة مرنة للغاية عند الحديث عن توجيهات الأسواق".
أما (نيل ويلسون) كبير محللي الأسواق في (إي تي إكس كابيتال) فلقد أوضح أن قرار رفع أسعار الفائدة في حزيران/يونيو هو أمر محسوم بالفعل، وأن تقرير الوظائف الذي صدر اليوم لا ينبغي أن يؤثر على تفكير بنك الاحتياطي الفيدرالي في المدى القريب.
وقال (ويلسون): "إننا نعلم أن مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون اكثر من سعيداً بتجاوز هذا النوع من الأشياء".وأضاف: "في الواقع، فإن تحقيق نمو إقتصادي ضعيف في ربع واحد لم يثر حفيظة رئيسة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين، لذا، فهي تكاد لا تشعر بالضيق بسبب شهر أو شهرين من من الخلق المعتدل للوظائف".
وأضاف المحللون الإقتصاديون في دائرة الأبحاث في (دانسكه بانك) بأن الأسواق توقعت بالفعل رفع سعر الفائدة في حزيران/يونيو، مما يجعل من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي "عدم الوفاء" بذلك.
وفي الحقيقة، فإنه يبدو أن المستثمرين غير مقتنعين بأن التقرير سيغير تفكير البنك المركزي، حيث أشارات عقود الأموال الفيدرالية إلى إحتمالات بنسبة 86.5٪ لرفع سعر الفائدة في اجتماع الشهر الحالي.
كما أكد محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في (أليانز) على أن "تقرير الوظائف لا يبدو ضعيفاً بما فيه الكفاية لإزالة إحتمالات رفع الفائدة في حزيران/يونيو عن الطاولة" على الرغم من أنه أشار إلى أن هذا التقرير يجعل من قرار رفع أسعار الفائدة في أيلول/سبتمبر أمراً "غير محتملاً".
ويرى (ويلسون) أن الأمر المهم هو المدى الذي تعتقد الأسواق فيه أن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد للقيام برفع الفائدة مرة أو مرتين إضافيتين هذا العام.
وقال: "ان ارقام تقرير الوظائف التي صدرت اليوم تجعل إحتمالات تشديد السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي أقل، بقليل، مما كانت تشير توقعات الصقور".
وخفضت العقود الآجلة للأموال الفيدرالية بشكل طفيف من رهانها على رفع أسعار الفائدة في شهر كانون الأول/ديسمبر بمقدار نقطتين مئويتين لتصبح 38.4٪ بعد صدور التقرير. وهذا قد يفسر رد فعل كل من الدولار والذهب، اللذان غيرا إتجاهاتهما بعد صدور التقرير.
فعلى الرغم من تحقيقه المكاسب في وقت سابق من الجلسة، تراجع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، وبنسبة بلغت 0.44٪ ليسجل 96.73 بعد صدور هذه البيانات. وبدوره، تعافى الذهب من خسائر بنحو 0.3٪ قبل صدورالتقرير، ليحقق مكاسب بنسبة 0.63٪، ويتداول عند 1,274.96 دولار أمريكي للاونصة.