Investing.com – رغم ان التصريحات الأخيرة من عدد من أعضاء لجنة السوق المفتوح ومسؤولي بنك الإحتياطي الفيدرالي قد أقنعت الأسواق والخبراء على حد سواء انه من المحتمل أن يتم رفع الفائدة في اجتماع البنك المقرر الأسبوع القادم، إلا أن (رابوبانك) تختلف مع هذه الرؤية، حيث أشارت شركة الخدمات المالية الهولندية المعروفة إلى عاملين إثنين قد يمنعا البنك من إتخاذ مثل هذا القرار.
ورغم أم (رابوبانك) قد أضافت إلى توقعاتها رفعاً لأسعار الفائدة خلال الأسبوع القادم، إلا انها تقول أن ما سيحمله تقرير الوظائف المقرر صدوره يوم الجمعة قد يوقف البنك عن التصرف.
وقال محللو (رابوبانك): "من الملاحظ أنه قد تم إعداد الأسواق في حزيران/يونيو 2016 لرفع أسعار الفائدة من قبل لجنة السوق المفتوح كما يحصل حالياً، ولكن، بعد ذلك، صدر تقرير الوظائف الذي جاء سيئاً قبل فترة وجيزة من الاجتماع المقرر رفع الفائدة فيه، وتسبب في تغيير المخططات".
كما وأشار هؤلاء الخبراء أيضا إلى أنه في حال حدوث تصحيح حاد في سوق الأسهم الأمريكية في النصف الأول من الشهر الحالي، فإن ذلك سيكون سيناريو آخر قد يعطي بنك الاحتياطي الفيدرالي سببأً لتأجيل رفع الفائدة.
وأوضح المحللون: "هذا من شأنه التشكيك بتقييم الاحتياطي الفيدرالي المتفائل لكل من الأسواق والتوقعات الاقتصادية، وإلغاء دعوة السوق المقدمة لجانيت يالين، والتي بدورها قبلت الدعوة ذلك بفارغ الصبر".
وعلى عكس المحللين في كبرى البنوك العالمية مثل باركليز، دويتشه بانك، ويو بس إس، الذين رفعوا من توقعاتهم لعدد مرات رفع الفائدة خلال عام 2017، من اثنتين إلى ثلاثة، إختارت (رابوبانك) مجرد إضافة رفع في اجتماع آذار/مارس لتوقعاتها السابقة والتي كانت تترقب رفعاً واحداً فقط في شهر كانون الاول/ديسمبر من هذا العام.
ويفترض خبراء (رابوبانك) أن البنك الفيدرالي سوف ينتظر حتى يرى خطط السياسة المالية لإدارة ترامب من أجل المضي قدما في إزالة السياسات النقدية التسهيلية، لكنه اعترفوا بأن التصريحات الأخيرة لأعضاء البنك قد تسببت في تحول واضح في تفكيرهم.
وكان الدولار قد حقق المكاسب الأسبوع الماضي، ووصل مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، إلى أعلى مستوياته في قرابة الشهرين يوم الخميس عند 102.27، بعد ان أعلن عدد من أعضاء مجلس بنك الإحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خلال الأسبوع، عن دعمهم لرفع أسعار الفائدة في اجتماع الشهر الحالي.
وكانت رئيسة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) قد قالت يوم الجمعة أنه "سيكون من المناسب" للبنك المركزي الأمريكي أن يقوم برفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم والمقرر يومي 14 و15 من الشهر الحالي، إذا إستمر الاقتصاد الأمريكي في تحقيق نمو قوي من حيث الوظائف والتضخم.
وينظر إلى أي رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال العام القادم، بأنه سبب لتراجع أسعار الذهب وتعزيز الإتجاه الهبوطي لها، حيث يدفع ذلك المعدن الثمين للتنافس مع الأصول المدرة للعائد المرتفع في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة. ويعتبر الذهب من أكثر الأدوات الإستثمارية الحساسة لتحركات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على رفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر العوائد مثل السبائك. وتنظر الأسواق إلى مسار تدريجي لارتفاع معدلات الفائدة على أنه أقل تهديداً لأسعار الذهب من سلسلة سريعة من قرارات الرفع.
وبكونه الحدث الأهم على أجندة التقارير الاقتصادية للأسبوع الحالي، تترقب الأسواق العالمية على إختلافها صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والمقرر صدوره يوم الجمعة، وسيتضمن عدداً من الأرقام أهمها عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية ونسبة البطالة في البلاد. ومما يضيف إلى أهمية التقرير أنه سيصدر قبل أقل من أسبوع على إجتماع بنك الإحتياطي الفيدرالي القادم والذي ستتجه له الإنظار حيث يرى الكثير من المحللين والإقتصاديين أنه من المحتمل أن يقوم البنك برفع أسعار الفائدة خلاله. وكان البنك قد أعلن عن طريق محضر إجتماعه الأخير وتصريحات أبرز المسؤولين فيه أنه سيعتمد على البيانات الإقتصادية في قراره برفع أسعار الفائدة من عدمه. وتاتي بيانات سوق العمل والتضخم والنمو الإقتصادي في مقدمة البيانات التي ينظر لها بنك الإحتياطي الفيدرالي عند إتخاذ قراره الأسبوع القادم.
وتسببت كلمات يالين في تعزيز فرص رفع الفائدة برأي الأسواق. فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 84٪ لرفع سعر الفائدة خلال اجتماع الشهر الحالي.