Investing.com - الميزان التجاري للدول هو من يحدد نتيجة العلاقات الخارجية للدول اقتصاديا، فعندما يميل الميزان التجاري لتحقيق فائض يصب ذلك في صالح الاقتصاد الوطني.
لكن عندما يتحول الميزان التجاري إلى تسجيل عجز، فهذا يشير إلى وجود خلل في العلاقات التجارية مع الخارج وأن هذا الاقتصاد بحاجة إلى إعادة النظر في آلياته لتحسين الميزان التجاري.
ولعل الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين أبرز دليل على أهمية وخطورة الميزان التجاري، فترامب يسعى لتحويل الميزان التجاري لصالح الولايات المتحدة.
وبعدما سجّل الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة في عام 2018 فائضا قياسيا لصالح بكين بلغ 323,3 مليار دولار.
انخفض هذا الفائض إلى 259,8 مليار دولار في عام 2019 حين تبادل البلدان رسوما جمركية عقابية في إطار حرب تجارية ضارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
المملكة
وبالعودة للشأن الداخلي وتحديدا في المملكة العربية السعودية أكبر اقتصادات المنطقة يبدو جليا تأثير تداعيات جائحة كورونا على الميزان التجاري السعودي.
بيد أن الأثر السلبي لهذه الجائحة بدى وكأنه يتجه للتراجع مفسحا الطريق للعودة الى المؤشرات الإيجابية السابقة.
الفائض يرتفع
وخلال أغسطس الماضي زاد فائض الميزان التجاري السعودي من 13.4 مليار ريال خلال يوليو الماضي إلى 18.3 مليار ريال، إلا أنه ظل أقل بـ 11 مليار دولار عن الفائض المحقق خلال أغسطس 2019 ما قبل الجائحة.
واستمرارا للمؤشرات الإيجابية فقد زادت الصادرات السعودي من 51.1 مليار ريال في يوليو إلى 57.3 مليار ريال خلال أغسطس.
إلا ان تلك الصادات ظلت أقل بنحو 19.3 مليار ريال عن المحقق من عام مضى، وتحديدا في أغسطس 2019 حينما سجلت 76.6 مليار ريال
كشفت البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، عن تسجيل الميزان التجاري السعودي لفائض قدره 18.4 مليار ريال خلال شهر أغسطس 2020.
ووفقًا للبيانات انخفضت الصادرات الإجمالية للمملكة في أغسطس 2020، مقارنة بالشهر نفسه من 2019 بنسبة 25% لتصل إلى نحو 57.4 مليار ريال، كما انخفضت قيمة الواردات بنسبة 17% لتصل إلى 39 مليار ريال.
يذكر أن الصادرات النفطية تراجعت بنسبة 34% خلال أغسطس الماضي لتصل إلى 39.6 مليار ريال، بينما ارتفعت الصادرات غير النفطية بنسبة 6% إلى 17.8 مليار ريال.