بقلم جيفري سميث
Investing.com – الانتخابات الأمريكية تشهد تنافساً شديداً لم ينتج عنه فائز واضح حتى الآن، ولكن، هل رأى أياً منكم "موجة زرقاء"؟ الناخبون في ولاية كاليفورنيا يعطون دفعة لـ أوبر (NYSE:UBER) وليفت (NASDAQ:LYFT)، وتشريعات تسمح بالمارجوانا في 4 ولايات. الأسواق الصينية تستعيد بعض التوازن بعد التعليق المفاجئ للاكتتاب العام لشركة (آنت جروب). أما على صعيد البيانات، فلقد أظهرت مؤشرات مدراء المشتريات لقطاع الخدمات ازدهاراً في الصين وركوداً في أوروبا، بينما سيصدر المؤشر ذاته في الولايات المتحدة خلال الساعات القليلة القادمة. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الأربعاء 4 نوفمبر:
1. السباق إلى البيت الأبيض أكثر إثارة بكثير مما كان يُظن
أظهرت انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشيوخ تنافساً كبيراً جداً، لم يسفر عن فائز واضح حتى الآن، حيث يستمر فرز الأصوات في كلا السباقين.
وكان أداء الرئيس دونالد ترامب أقوى بكثير مما توقعته استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات. فلقد دافع بنجاح عن الولايات المصيرية التي فاز بها في 2016: تكساس وفلوريدا وأوهايو، والتي كان يظن الديمقراطيون أن لديهم فرصة للفوز بها جميعاً.
ولم ينته أي شيء حتى الآن، حيث لا يزال لدى كلا المرشحين مسارات معقولة جداً للوصول إلى رقم الـ 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وهو ما يسمى "الرقم السحري". ولا يزال هناك أكثر من 5 ملايين صوت لم يتم فرزها حتى الآن، في ولايات رئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن وكارولينا الشمالية وجورجيا، والتي أصبحت جميعها على قدر كبير من الاهمية لكلا المرشحين.
ومع ذلك، أعلن ترامب النصر قبل أوانه، وهدد باتخاذ إجراء قانوني لوقف عمليات الفرز. ووصفت حملة بايدن هذه الخطوة بأنها "شائنة وغير قانونية".
ويتوقع المحللون أن تنحاز الأصوات الواردة عبر البريد، والتي تم عدها في بعض الولايات، وسيتم عدها لاحقاً في ولايات أخرى، إلى بايدن والديمقراطيين. وكانت أصوات مدينة ميلووكي التي وصلت عبر البريد خير دليل على ذلك، حيث قفزت بـ بايدن إلى صدارة ولاية ويسكانسن بعد ان كان ترامب يتصدرها قبل ذلك.
2. أوبر وليفت تفوزان بانتخابات كاليفورنيا، والحشيش أصبح مسموحاً به في 4 ولايات جديدة
كان أبرز وأوضح الفائزين في ليلة الانتخابات هما شركتا أوبر وليفت، بعد أن وافق الناخبون في كاليفورنيا من خلال الاقتراع، على تحرير الشركتين من شرط تسجيل سائقيهما كموظفين رسميين، وليس متعاقدين مستقلين، وهو ما كان سيدمر نموذج الأعمال الذي تعتمده الشركتين، عن طريق إجبارهما على دفع رواتب للسائقين، وقبول الإجازات المرضية، وحقوق الموظفين الأخرى.
وكانت كل من أوبر ولفت قد أعلنتا في وقت سابق أن إجبارهما على ذلك سيدمر أعمالهما تماماً. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، تمثل ولاية كاليفورنيا نحو 9٪ من إيرادات أوبر و 16٪ من عائدات لفت. ومن المرجح أن يحدد ما يسمى بـ (التصويت على الاقتراح 22) الأسس لتنظيم اقتصاد الوظائف المؤقتة والمتعاقدين المستقلين في أماكن أخرى من البلاد.
كما ارتفعت الأسهم المرتبطة بالماريجوانا، حيث تم إقرار تدابير لإضفاء الشرعية على الاستخدام الطبي أو الترفيهي لها، في 4 ولايات هي نيوجيرسي وأريزونا وساوث داكوتا وميسيسيبي.
ومن بين الفائزين الآخرين في ليلة الأمس، لعبة الكريكيت، حيث لم يعد بإمكان الأمريكيين السخرية منها، ومن استمرارها لأيام قبل فوز أحد الفريقين، وذلك لأنه يبدو أنهم سيستمرون لعدة أيام دون فائز واضح في انتخاباتهم الرئاسية.
3. الأسهم الأمريكية تتجهز لافتتاح متباين وتفوق لـ نازداك
تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم التالي للانتخابات على تباين، ومع تفوق مؤشر نازداك على أقرانه، بدعم من شركات نقل الركاب التي قفزت بنسب من خانتين.
فعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (10:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 22 نقطة أو ما يعادل 0.1٪، بينما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 0.5٪. أما العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} فلقد قفزت بنسبة 2٪.
ويتحدى رد فعل الأسهم المنطق. فلقد كانت كل التوقعات تُشير إلى أنه في حالة التوصل إلى نتيجة غير مؤكدة ومتنازع عليها، فإن ذلك سيكون سلبياً للغاية بالنسبة للأسهم. وتكلم المحللون عن أن بقاء الكونغرس منقسماً بين الحزبين سيكون له تأثير سلبي أيضاً. وتشير النتائج المبكرة في السباقات الرئيسية في مجلس الشيوخ إلى أن آمال الديمقراطيين في استعادة السيطرة على الغرفة العليا من المجلس قد خابت.
ولكن بعض الأسهم تضررت من هذه النتيجة. فلقد كان أداء أسهم الطاقة المتجددة (التي يدعمها بايدن) دون المستوى، حيث فشلت الموجة الزرقاء في الظهور. وعلى الجانب الأخر، تفوقت أسهم النفط والغاز (التي يدعمها ترامب) في الأداء. كما حققت أسهم شركات المراهنات الرياضية المكاسب، بعد أن دفعت أوراق الاقتراع المختلفة بعض الولايات في اتجاه تحرير ممارسة المراهنات الرياضية.
4. الأسواق الصينية تستقر بعد صدمة اكتتاب (آنت جروب)
استعاد {{2111|اليوان}} الصيني معظم الخسائر التي تكبدها خلال الليلة الفائتة، بعدما أوقفت الهيئات التنظيمية في البلاد الاكتتاب العام الأولي لشركة الخدمات المالية العملاقة (آنت جروب) بشكل مفاجئ.
وعند كتابة هذا التقرير، تراجع {{961728|اليوان الخارجي}} بنسبة 0.1٪ أمام الدولار ليتداول الزوج عند 6.6833، بما يتماشى مع مكاسب الدولار التي تحققت مقابل أقرانه الآخرين بعد بدء صدور نتائج الانتخابات في الولايات.
وكان من المقرر أن يتم طرح أسهم المجموعة في بورصتي هونغ كونغ وشنغهاي يوم غد الخميس، قبل أن توقف السلطات ذلك، مشيرة إلى "تغييرات كبيرة" في البيئة التنظيمية، دون إضافة أي تفاصيل أخرى.
وتسبب ذلك بإحراج شديد لأسواق رأس المال الصينية، وذكّر المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء بضعف السوق أمام القرارات السياسية التعسفية، والتوتر المتأصل بين الحزب الشيوعي الحاكم، وطبقة رواد الأعمال ذات القوة المالية المتزايدة.
5. الأجندة الاقتصادية
أظهرت مؤشرات قطاع الخدمات في الصين وأوروبا أن القطاع في حالة أفضل قليلاً مما كان يُعتقد.
فلقد أظهرت البيانات التي صدرت اليوم أن مؤشر {{ecl-596||تشايزن}} لمدراء المشتريات قد ارتفع إلى 56.8 نقطة في أكتوبر، وهو ما جاء أفضل من قراءة الشهر السابق البالغة 54.8 نقطة، وأعلى من حاجز الـ 50 نقطة الذي يفصل النمو عن الانكماش.
أما في أوروبا، فلقد تم تعديل القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات (آي إتش إس ماركيت) لقطاع الخدمات من 46.2 نقطة إلى 46.9 نقطة. أما مؤشر مدراء المشتريات المركب لمنطقة اليورو، فلقد ثبت عند مستوى الـ 50 نقطة، مما يعني أن اقتصاد منطقة اليورو راكد بشكل أساسي، في شهر بدأت فيه معظم دول القارة في تشديد القيود على الحياة الاقتصادية والاجتماعية مرة أخرى لمواجهة الموجة الثانية من وباء كورونا.
وفي الولايات المتحدة، سيصدر معهد إدارة التوريد مؤشر مدراء المشتريات للقطاعات غير التصنيعية عند الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). أما على أجندة أسواق النفط، فيترقب المتداولون النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير ارتفاع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 890 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.