بقلم جيفري سميث
Investing.com – الأسواق تترقب قرار المركزي الأوروبي بشأن المزيد من التحفيز النقدي، واجتماع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على لقاح شركة فايزر (NYSE:PFE). أرقام مطالبات البطالة ومؤشر أسعار المستهلكين على الطريق، وسهم (أير بي إن بي) يبدأ التداول بعد ثاني اكتتاب عام ضخم في غضون عدة أيام. أما "القرار الحاسم" بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيمكن ركله جانباً لمدة أربعة أيام أخرى. إليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الخميس 10 ديسمبر:
1. توقعات كبيرة بتعزيز المركزي الأوروبي لبرنامج PEPP
يجري البنك المركزي الأوروبي ECB حالياً أخر اجتماعاته في عام 2020 الذي لن يُنسى، وذلك لمناقشة السياسة النقدية. وتترقب الأسواق نتيجة هذا الاجتماع بشغف، حيث يُتوقع على نطاق واسع أن يقرر البنك تعزيز حجم ومدى برنامج التسهيل الكمي وشراء الأصول. وكالعادة، سيتم الاعلان عن قرارات البنك عند الساعة 1:45 بعد الظهر بتوقيت فرانكفورت المقر الرئيسي للبنك (7:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي)، على أن يتبع ذلك، كالعادة أيضاً، المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك كريستين لاغارد، بعد 45 دقيقة من إعلان القرارات.
ويتوقع المحللون أن يقوم البنك بزيادة حجم برنامج شراء الطوارئ الوبائي المسمى اختصارا PEPP بمقدار 500 مليار يورو (600 مليار دولار)، وأن يقرر تمديد الجدول الزمني لعملياته لمدة ستة أشهر أخرى حتى نهاية 2021. كما يرى البعض أنه من الممكن أيضاً إضافة المزيد من الأموال لبرامج القروض طويلة الأجل الرخيصة جداً، والمعروفة باسم TLTRO لكن لا يُتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة الرسمي على الودائع، والذي يبغ حالياً 0.5٪، وهو أدنى مستوى في تاريخ البنك.
وتمثل هذه الإجراءات، التي تم التلميح لها بقوة في الاجتماع السابق للبنك، استجابة السلطة النقدية العليا في القارة الأوروبية للتباطؤ في اقتصاد منطقة اليورو، في ظل الموجة الثانية من الوباء.
2. الأجندة الاقتصادية: مطالبات البطالة وبيانات الأسعار
على جبهة البيانات، ستبحث الأسواق عن المزيد من المؤشرات على مدى صحة الاقتصاد الأمريكي، عندما يتم الإعلان عن أرقام جديدة لمطالبات البطالة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينتش).
ويتوقع المحللون ان ترتفع مطالبات البطالة الأولية بشكل طفيف من 712 ألف إلى 725 ألف مطالبة، لتبقى قريبة من حاجز الـ 700 ألف كما كان الحال في الأسابيع الأخيرة. أما المطالبات المستمرة، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، فيُتوقع أن تتراجع بنحو 185 ألفاً إلى 5.335 مليون مطالبة.
وفي ذات التوقيت، سيصدر تقرير تضخم أسعار المستهلكين، والذي من المتوقع أن يُظهر أن معدل التضخم الرسمي قد بقي ثابتاً عند 1.6٪ في نوفمبر. وسيفحص المحللون بشكل خاص التطورات في أسعار المواد الغذائية، والتي اكتسبت أهمية في الإنفاق الاستهلاكي هذا العام.
وتصدر بيانات اليوم في وقت لا يزال فيه الكونجرس يكافح لإحراز أي تقدم بشأن حزمة التحفيز والمساعدات المالية، بسبب خلافات عديدة بين الجمهوريين والديمقراطيين، من ضمنها برنامج معونات البطالة المعززة.
3. الأسهم الأمريكية تتجهز للافتتاح هادئ يشابه الهدوء على جبهة التحفيز
تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الخميس بهدوء، مع استمرار الحال على ما هو عليه في الكابيتول هيل.
وعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، تقدمت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 54 نقطة أو ما يعادل 0.2٪. أما العقود الآجلة لمؤشر (إس إن بي 500)، فلقد ارتفعت بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪، بينما فشلت العقود الآجلة لمؤشر نازداك في اللحاق بالركب، وتراجعت بشكل هامشي وبنسبة أقل من 0.1٪.
وعلى جبهة التحفيز، لم يتم تحقيق الكثير من التقدم في الـ 24 ساعة الأخيرة، بعد ان بقي كل من الطرفين، الجمهوري، والديمقراطي، متمسكاً بموقفه، حيث يرغب الجمهوريون في حماية ارباب العمل من المسالة القانونية في حال إصابة موظفيهم بفايروس كورونا، بينما يُصر الديمقراطيون على تقديم المساعدات للسلطات الحكومية والحكومات المحلية في المناطق التي يسيطرون عليها، والمتعثرة مالياً. ورغم كل هذا الوقت والجهد، تستمر الخلافات بين الطرفين المتباعدين بدون أي حل يلوح في الأفق، مما يعني أن إقرار قانون حزمة تحفيز ضخمة وواسعة النطاق لمساعدة الاقتصاد الأكبر في العالم على تخطي آثار الوباء، ما زال حلماً بعيد المنال.
وعلى الجانب الإيجابي، تمكن الجانبان من العمل معاً، لإقرار مشروع قانون التمويل الحكومي المؤقت يوم أمس الأربعاء، مما يثبت أنه يمكن تقديم التنازلات.
وكانت جميع المؤشرات الثلاثة قد أنهت تداولات يوم أمس الأربعاء في المناطق الحمراء. فلقد سقط مؤشر نازداك بما يقرب من 2٪ حيث أفسح المستثمرون مكاناً لاثنين من المبتدئين الجدد في محافظهم.
ويتُوقع أن تسلط الأضواء على عدد من الأسهم من ضمنها فيسبوك، بعد الإعلان عن دعوى جديدة لمكافحة الاحتكار يوم أمس الأربعاء، تخص استحواذ عملاق التواصل الاجتماعي على إنستغرام و واتسآب. بالإضافة إلى ذلك، من المؤكد أن يجذب سهم فايزر الكثير من الاهتمام، حيث ستجتمع إدارة الغذاء والدواء FDA في وقت لاحق من اليوم الخميس، لاتخاذ قرار بشأن منح اللقاح موافقة الاستخدام الطارئ.
وكان وزير الخدمات الصحية والإنسانية، أليكس عازار، قد قال في وقت سابق إنه إذا منحت إدارة الغذاء والدواء الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح خلال اجتماع اليوم، فقد يبدأ توزيع اللقاح في غضون 24 ساعة بعد ذلك. وأضاف عازار أنه سيكون بمقدور جميع الأمريكيين الذين يرغبون في تلقي المطعوم الحصول عليه بحلول الربع الثاني من عام 2021.
4. بعد دورداش، حان وقت (أير بي إن بي)
بالإضافة إلى هذه الأسهم، من المرجح أن تركز معظم الأنظار على أداء (أير بي إن بي)، التي قامت بتسعير الاكتتاب العام الأولي لها الليلة الماضية عند 68 دولار للسهم. ويقع هذا السعر فوق الحد الأقصى لنطاق التسويق بأكثر من 12٪. وبذلك، وصل إجمالي عائدات الاكتتاب العام الأولي إلى 3.7 مليار دولار، لتصبح قيمة منصة تأجير العقارات السياحية نحو 47 مليار دولار.
وكان سهم دورداش قد تداول لأول مرة يوم أمس الأربعاء، بعد حملة تسويق محمومة مشابهة، وأنهى الجلسة بمكاسب مذهلة بلغت 86٪. ويرى البعض أن الأداء القوي لكلا الاكتتابين على أنه مفارقة من نوع ما، لأن الرهان على دورداش هو رهان على أن تأثير الوباء سيستمر، وسيتسبب في تسريع تطوير أعمال توصيل الوجبات. وعلى النقيض من ذلك، فإن الرهان على (إير بي إن بي) هو رهان على أن تأثير الوباء سينتهي، وأن سوق السياحة والسفر سينتعش بقوة بعد عام لم يترك فيه الوباء إلا جروحاً مؤقتة ستُشفى خلال العام القادم. قد تتطور الأمور بطريقة تسمح بتحقق كلا الأمرين في وقت واحد، ولكن لا يمكن تجاهل الاختلاف الجوهري بين البيئة التي يحتاج كل من السهمين للانتعاش.
5. ركل القرار الحاسم حول البريكزيت جانباً لمدة 4 أيام
أنتهى العشاء البريطاني/الأوروبي المرتقب بدون أي حسم! فلقد أتم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تناول العشاء معاً مساء أمس الأربعاء، بعد أن ناقشا تطورات الاتفاقية التجارية الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتم وصف العشاء بأنه "صريح" و "مفعم بالحيوية". ومع ذلك، أرجأ الزعيمان اتخاذ "قرار حازم" بشأن مستقبل الاتفاقية التجارية لمدة 4 أيام، حتى يوم الأحد، مع "تباعد" الجانبين بشأن تفاصيل متعددة تتضمنها هذه الاتفاقية. وستستأنف المحادثات مرة أخرى في وقت لاحق اليوم، في استمرار لمحاولات التوصل إلى اتفاقية قبل نهاية العام.
ومن المقرر أن تُطلع فون دير لاين القادة الأوروبيين على ما جرى بينها وبين جونسون، في اجتماع قمة سيبدأ في وقت لاحق من اليوم الخميس. وعلى الرغم من خيبة الأمل بشأن خروج بريطانيا، يبدو من المرجح أن يُقر زعماء الاتحاد الأوروبي ميزانية بقيمة 1.8 تريليون يورو للسنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى مشروع قانون صندوق التعافي المقترح، بحجم 750 مليار يورو. وكانت بولندا وهنغاريا قد أبدتا معارضة شديدة لكلاهما.
وعند كتابة هذا التقرير، كان الباوند قد تراجع بشكل ملحوظ أمام الدولار، وبنحو ثلاثة أرباع نقطة مئوية ليتداول عند 1.3306، جزئياً بسبب خيبة الأمل من نتيجة لقاء جونسون وفون دير لاين. كما لم يجد الباوند أي مساعدة في تباطؤ النمو الاقتصادي في بريطانيا، حيث أظهرت البيانات التي صدرت صباح اليوم أن الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر قد نما بنسبة 0.4٪ فقط، مقارنة مع 1.1٪ في سبتمبر.
وبخصوص العملة البريطانية، قال محللو بنك ING في تقرير صدر اليوم: "يبقى الجنيه الإسترليني معرضاً بقوة للجانب السلبي إذا أصبحت احتمالية عدم التوصل إلى اتفاق أكثر واقعية".