بقلم جيفري سميث
Investing.com - حظيت الصناعات الدوائية (SE:2070) بحصة لا بأس بها من الانتقادات خلال السنوات الأخيرة. ولكن رفع سعر الأدوية تسبب في توليد عائد سخي لحملة أسهم تلك الشركات، كما أظهرت الشركات قوتها لمواجهة أي مسؤولية وحماية نفسها من المساءلة لو فشلت أحد العلاجات، وعلى أساسه عجزت الشركة عن توزيع الأرباح المتوقعة؛ جاء هذا على حساب المرضى الغاضبين، والجهة التنظيمية.
وهنا جاء فيروس كورونا للمشهد، واستفادت شركات صناعة الأدوية، وذكرت شركات الأدوية العالم أسباب دفع الدولارات للتأمين الصحي، والضرائب. ولكن العالم بأكمله مدين لشركات صناعة الأدوية الآن، فبفضل اللقاحات: ارتفع سعر نفط برنت لأعلى مستوى في 13 شهر، وارتفعت الأسهم الأمريكية لمستويات قياسية بفضل شهية المخاطرة، وبدأ التعافي يظهر على الاقتصادات العالمي. وتعمل أدوية تلك الشركات على إعادة الأمور لسابق عهدها، كما يود الجميع.
وخلقت شركات الأدوية فجوة أمل للمستثمرين. فارتفع مؤشر إم إس سي آي لأسهم العالم بنسبة 21% في شهرين بعد إعلان فايزر، وبيونتيك للقاحهما الفعال بنسبة أكثر من 90%. وأتبع هذا موافقة من المنظمين حول العالم.
وراجع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام، مدفوعًا بتعدد اللقاحات، وحصولها على التراخيص سريعًا بمختلف دول العالم. وتوقع مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي تعافي الناتج المحلي الأمريكي لمستويات ما قبل الوباء.
وبقيادة فايزر، وبيونيتك تقدمت شركات ودول عدة بلقاحاتها. ولكن الاستجابة لكل من فايزر وموديرنا كانت الأوقى، وفي ديسمبر أعلنت الشركة الألمانية كيورفاك عن لقاح في المرحلة الثالثة.
وهناك لقاحات أخرى من جونسون آند جونسون، ونوفافاكس، وأسترازينكا، وجميعها تعمل بطرق مختلفة، وبمستويات مختلفة من الفاعلية.
ولكن الخوف الوحيد الآن هو ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا، مثلما حدث في جنوب أفريقيا، والتي أوقفت لقاح أسترازينكا بسبب فاعليته الضعيفة مع السلالة الجديدة.
ولكن بفضل التكنولوجيات المتعددة، على الأقل واحد من اللقاح سيكون فعال تجاه أي تحور جديد، ومع استمرار عمليات التطعيم، ستظهر مناعة القطيع. ولكن ربما تظهر مشكلات مثلما حدث بين الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا حول اللقاحات؛ بيد أن تعدد اللقاحات يمنع هذا.
ولكن النجاح الأكبر كان من حظ لقاح سبوتنيك الروسي، والذي أثبت فاعلية بـ 91% من جرعة واحدة فقط.
كما تحصل الحكومات على حظها من الدعم والتأييد بفضل سرعة التطعيم، وربما تسهم في دفع الاقتصاد البريطاني بسرعة، بينما يتخلف الاقتصاد الأوروبي.
وبفضل آمال اللقاح، يهبط سعر الذهب منذ إعلان لقاح فايزر وموديرنا، ليبتعد بحوالي 200 دولار عن أعلى رقم قياسي وصله في أغسطس من العام الماضي.