Investing.com - في ظل ارتفاع نسب التضخم بطريقة غير مسبوقة في أغلب دول العالم، وتبني البنوك المركزية سياسة رفع الفائدة في محاولة للسيطرة على التضخم الجامح، الأمر الذي قد ينتج عنه ركودًا تضخميًا يصعب السيطرة عليه نتيجة لهذه الإجراءات.
وفي هذا السياق، كشف البنك الدولي في تقرير له، أن العالم قد يكون في طريقه نحو ركود عالمي، وذلك مع رفع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة في وقت واحد لكبح التضخم.
عاجل: الذهب يسقط لأدنى مستوى في عامين.. والانهيار الأكبر ما زال في الطريق
الفائدة غير كافية
وذكر البنك أن اقتصادات كل من الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو تتباطأ بشكل حاد، مؤكدا أن أي "ضربة" ولو كانت متوسطة للاقتصاد العالمي خلال العام المقبل، قد تدفعه إلى الركود.
وأشار البنك الدولي إلى أن الزيادات المتزامنة في أسعار الفائدة على مستوى العالم، من المرجح أن تستمر في العام المقبل، لكنها قد لا تكون كافية لإعادة التضخم إلى المستويات التي كان عليها قبل جائحة كورونا.
ولدفع التضخم إلى الانخفاض، قد تحتاج البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة نقطتين مئويتين إضافيتين، علاوة على الزيادة البالغة نقطتين مئويتين التي تحققت بالفعل فوق متوسط 2021.
لكن البنك الدولي قال إن زيادة بهذا الحجم إلى جانب ضغوط الأسواق المالية، من شأنها أن تبطئ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 0.5% في العام 2023، أو تسبب انكماشا بنسبة 0.4% من حيث نصيب الفرد، وهو ما سيلبي شروط التعريف الفني للركود العالمي.
عاجل: النفط نحو تسجيل خسائر أسبوعية حادة.. توقعات بسقوط مدوٍ صوب الـ 70 دولار
عواقب وخيمة
وقال ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي: "النمو العالمي يتباطأ بشكل حاد، وهناك احتمال حدوث مزيد من التباطؤ مع دخول المزيد من الدول في حالة ركود"، وعبر عن القلق من استمرار هذه الاتجاهات، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
ولدفع التضخم إلى الانخفاض، قد تحتاج البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة نقطتين مئويتين إضافيتين، علاوة على الزيادة البالغة نقطتين مئويتين التي تحققت بالفعل فوق متوسط 2021.
وقال مالباس إن على صانعي السياسات تحويل تركيزهم من تقليل الاستهلاك إلى تعزيز الإنتاج، بما في ذلك بذل جهود لخلق استثمارات إضافية وزيادة الإنتاجية.
عاجل: بيانات جديدة تنذر بالأسوأ في بريطانيا.. سلبية وعلى عكس التوقعات
الفيدرالي سيتوحش
قالت كاثي وود خلال البث الشبكي الشهري للسوق للشركة، الذي التقطته ماركت ووتش: "سيبالغ الفيدرالي على الأرجح في ذلك".
ووفقًا للسلطة التنفيذية، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي "سوف يترك شيئًا ما ينهار أولاً"، بما في ذلك التوظيف. وبالنسبة إلى وود، يعتبر التوظيف بالفعل خبرًا سيئًا، خاصة بين الشركات الصغيرة، وهو يؤكد وجهة نظرها بأن أمريكا في حالة ركود بالفعل.
وعلى سبيل المثال، أشارت إلى أن أسعار المواد الخام مثل النفط والأخشاب والنحاس تنخفض بحدة من أعلى مستوياتها.
وقد أدلت وود بهذه التصريحات وسط مخاوف بين المستثمرين من أن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى الحفاظ على وتيرته الحادة للتشديد النقدي لمكافحة التضخم المرتفع.
ويخشى العديد من المستثمرين من أن البنك المركزي يخاطر بإحداث ركود إذا رفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة.
عاجل: المركزي الروسي يتخذ قرارًا هامًا..وصعود الروبل أمام الدولار ينتهي عند 60
التضخم لن يقف عند هذا الحد
يعتقد راي داليو، كبير مسؤولي الاستثمار ومؤسس جمعية بريدج ووتر، أن التضخم في الولايات المتحدة للسنوات العشر القادمة سيصل إلى حوالي 4.5٪ -5٪ على المدى الطويل، في حين أن بعض المشاكل غير المتوقعة ستجعله يرتفع "بشكل كبير". ويشير إلى أن الأسواق حاليًا تقوم بتسعير 1٪ للسنوات العشر القادمة.
وقال داليو في منشور له على لينكد إن: "على المدى القصير، أعتقد أن التضخم سوف يخف قليلاً حيث يتم حل المشاكل السابقة في بعض المجالات (مثل الطاقة) ثم يتجه صعودًا مرة أخرى نحو 4.5٪ أو 5٪ على المدى المتوسط".
وأضاف: "كلما ارتفع معدل التضخم على المدى الطويل، زادت الإجراءات التي سيحتاجها الاحتياطي الفيدرالي لدفعه إلى هدفه طويل الأجل البالغ 2٪. وقد يؤدي رفع سعر الفائدة إلى 4.5٪ إلى انخفاض الأسهم بنسبة 20٪.
تتوافق تعليقات داليو مع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها جريج جنسن، كبير مسؤولي الاستثمار في بريدج ووتر.
حيث قال: "بالنظر إلى العوامل المجمعة، يمكننا القول أن أسواق الأصول تراجعت بنسبة 20٪ إلى 25٪"
عاجل: عاصفة من الخسائر ستجتاح الأسهم الأمريكية.. توقعات قاتمة بفعل تشدد الفيدرالي
تشدد المركزي الأوروبي
أفاد صانع السياسة بالبنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك إيرلندا جابرييل مخلوف في خطابه بالمؤتمر الدولي السنوي لمركز أبحاث التنظيم والإشراف على القطاع المالي CIRSF يوم الخميس أن رفع المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بقوة لا يزال ضروري للغاية.
هذا كما حذر صانع السياسة بالبنك المركزي الأوروبي من أن استمرار التضخم بتسجيل تلك المستويات المرتفعة سيتسبب بضرر بالغ لاستقرار اقتصاد المنطقة.
وأضاف مخلوف أنه يتعين على المركزي الأوروبي الاستمرار بجعل تخفيض الدين العام أولوية رئيسية، منعا لإلحاق المزيد من الاضطرابات بملف ديون دول منطقة اليورو.
وتأتي تصريحاته بعدما أعلن نائب محافظ البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس بخطابه أن هناك تهديدات كبيرة تواجه مستقبل النظام المالي للاتحاد الأوروبي، جعلت النظرة المستقبلية لاقتصاد المنطقة مليئة بالتحديدات.