Investing.com - في ظل محاولات العديد من أقطاب الاقتصاد العالمي في التحرر من هيمنة الدولار الأمريكي وسيطرته على حركة التجارة العالمية والاحتياطيات الدولية، وفي مقدمة تلك المحاولات تأتي اتفاقات الصين وروسيا بشأن تعميم التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية.
قالت الحكومة الهندية يوم الاثنين إنها ناقشت جدوى إضفاء الطابع المؤسسي على تجارة الروبية بالريال مع نظيرتها المملكة العربية السعودية.
وفي سياق متصل ووفقًا للأنباء يعتزم الصندوق السيادي السعودي ضخم استثمارات في قطاع العقارات الهندي بقيمة تصل إلى 4 مليارات دولارات.
عاجل: بعد الأحد الأسود..ارتفاع هائل وهروب مخيف
وأضاف البيان أن الحكومتين أكدا على التعاون في المشاريع المشتركة بما في ذلك مصفاة في غرب الهند، والاستثمار في البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال وتطوير منشآت تخزين النفط الاستراتيجية في الهند.
وقال وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش جويال إن الهند والمملكة العربية السعودية يخططان لتعزيز العلاقات القائمة منذ فترة طويلة من خلال مبادرات مستدامة من شأنها توسيع الفرص لكلا البلدين.
تعاون بين البلدين
في زيارة رسمية للمملكة في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر، التقى الوزير بنظيره وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي لبحث العلاقات الاقتصادية بين المملكة والهند.
كما أنه من المقرر أن يشارك في رئاسة الاجتماع الوزاري الافتتاحي للجنة الاقتصاد والاستثمار إلى جانب وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
عاجل: قرار طارئ فجأة.. هل تخضع روسيا ؟
ستشمل مجالات التعاون بين البلدين مشروع مصفاة الساحل الغربي، وربط الشبكة عبر المحيطات والأمن الغذائي، إلى جانب تشجيع التجارة في الهيدروجين الأخضر، والأدوية وأمن الطاقة.
يقول وزير التجارة الهندي يلعب الاقتصاد والعلاقات التجارية دورًا حيويًا في عالم اليوم، وتهدف زيارتي هذه المرة إلى خلق تلك البيئة التمكينية، التي ستساعد الشركات من كلا البلدين على التفاعل مع بعضها البعض.
التقارب في الرؤية
مع خطة رؤية 2030 لتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تمهيد الطريق لفرص أكثر أهمية، تلعب الهند دورًا كبيرًا في تشجيع الشركات الناشئة في المملكة من خلال مبادرة Make in India.
وأوضح الوزير أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تستفيد بشكل كبير من الشراكات الهندية السعودية بين الشركات الناشئة وشركات التمويل، واكتساب فهم أكبر لتطور السوق من أحد الاقتصادات الرائدة.
تمتلك الهند ثالث أكبر نظام بيئي للشركات الناشئة في العالم، حيث يوجد أكثر من 70000 شركة ناشئة مسجلة تحت إشراف وزارة التجارة و107 شركة يونيكورن في البلاد، تبلغ قيمة كل منها أكثر من مليار دولار أمريكي ومجموعها 340 مليار دولار أمريكي.
قوة المملكة
يقول الوزير الهندي: "يمكن أن ينمو هذا النظام البيئي في الهند، بالنظر إلى قوة التمويل والدعم الذي يمكن أن تقدمه المملكة العربية السعودية من حيث رأس المال نحن لا نتنافس مع بعضنا البعض، نحن نكمل بعضنا البعض".
كان أحد الأهداف الحاسمة للاجتماع هو تسريع التقدم في استثمار المملكة بقيمة 100 مليار دولار نحو تنمية مختلف القطاعات الاقتصادية في الهند، والتي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2019.
قال الوزير: "بسبب عدم اليقين العالمي، فإن بعض خططنا الطموحة بشأن تدفق الاستثمار من المملكة العربية السعودية إلى الهند لا يمكن أن تؤتي ثمارها، ولكن بالنظر إلى التزام الجانبين والفرص الهائلة المتاحة في الهند، أرى ذلك الآن للمضي قدمًا في وضع المهمة".
فرص واعدة
وسلط جويال الضوء على مختلف القطاعات التي تتيح للصندوق كما تمت مناقشته مع نظيره السعودي، بما في ذلك إنتاج الطاقة النظيفة، والنظام البيئي للشركات الناشئة، وتجارة المواد الغذائية، وأشباه الموصلات، والأدوية والبتروكيماويات.
في حين أن الهند هي واحدة من أكبر مستوردي النفط من المملكة، فقد أشاد الوزير بالتنويع الاقتصادي السعودي، ولا سيما التحول نحو اقتصاد غير نفطي وإلى طرق جديدة.
وقال الوزير "في هذا اليوم وهذا العصر الذي يواجه فيه الوقود الأحفوري تحديات تغير المناخ، هناك جهد لإنشاء مصادر طاقة بديلة ومتجددة، وقال الوزير إنه من المهم أن تشرع السعودية أيضا في تنويع محفظتها لإعداد البلاد للمستقبل".
عاجل: رسالة قوية للعملات الرقمية
قيادة الممكلة
وقال وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش جويال: "يظهر بوضوح أن قيادة المملكة العربية السعودية تقدمية حقًا وحديثة وذات رؤية".
وأضاف الوزير: "نظرًا لأن الوباء الأخير والحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على معظم الاقتصادات، لا تزال الهند واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا على مستوى العالم، مع نمو بنسبة 7 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي".
وتابع جويال: "لقد أظهرنا الكثير من المرونة، لقد حظيت إدارتنا لفيروس كوفيد بتقدير واسع النطاق، يجب أن أعترف وأشكر الحكومة السعودية، وولي العهد، وشعب المملكة العربية السعودية على دعمهم خلال تلك الفترة".
في دائرة الضوء
واحدة من أكبر المبادرات التي اتخذها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هي التفاني في حماية البيئة ومعالجة تغير المناخ وخلق أساليب حياة مستدامة وخلق مصادر طاقة متجددة، ويأمل الوزير أن تستمر العلاقات التجارية في تعزيز أمن الغذاء والطاقة للبلدين على نطاق أوسع.
وقال الوزير "نحن نتطلع إلى إنشاء جسر بين الهند والمملكة العربية السعودية، بحيث يصبح الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية مسؤولية تتحملها الهند، كما نعتقد أن أمن الطاقة في الهند هو المسؤولية التي يمكن لأصدقائنا السعوديين تحملها".
وأضاف الوزير "أرى هذه الشراكة تزدهر تحت قيادة رئيس الوزراء مودي وولي عهد المملكة العربية السعودية، إلى مستويات عالية للغاية".