أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة العمل على إيجاد حلول بعيدا عن الموازنة العامة للدولة، مشددا على ضرورة وجود أوعية ادخارية لدى الوزارات والهيئات المختلفة، مستشهدا بصندوق قناة السويس، مشيرا إلى أن إيراد القناة بلغ 220 مليار دولار منذ عام 1975 وحتى الآن.
ولفت، في تعقيبه خلال افتتاح مصنعي الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية ب ”أبو رواش ”في الجيزة اليوم الإثنين، إلى أنه لو تم استقطاع 10 % من ذلك الإيراد ووضعه في صندوق كان من الممكن استخدامه لتمويل مشروعات هيئة قناة السويس والتطوير في القناة.
واستشهد الرئيس السيسي، بصندوق وزارة الصحة والسكان الذي أنشئ لتمويل المشروعات ورفع كفاءة المستشفيات في ضوء الارتفاع في معدلات الطلب والتكلفة في قطاع الصحة، إلى جانب صندوق وزارة الإسكان الذي يتم من خلاله توفير السيولة لإنشاء مليون وحدة سكنية سنويا.
ودعا إلى التكاتف لمواجهة ارتفاع السلع وتخفيف المعاناة عن المواطنين، مؤكدا حرصه على عدم إخفاء أية حقائق عن الشعب.
وقال، إن مجمع الأسمدة الآزوتية المقرر افتتاحه خلال الفترة المقبلة سيواكب زيادة المساحات الزراعية.
وتطرق السيسي، إلى غاز الكلور، قائلا إن“ التطورات التي تحدث في العالم في الوقت الراهن تسببت في عدم الشعور بالاستقرار في موضوع التعاقدات وبالتالي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد والخامات التي كان يتم التعاقد عليها خلال الفترة الماضية”، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة تصنيف المواد والموضوعات التي يتم التعاقد عليها وفقا لأهميتها للدولة.
وأشار الرئيس إلى تأثير سلاسل الإمداد خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل سلبي جراء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، مشددا على ضرورة الاعتماد على الإنتاج المحلي الذاتي لبعض المنتجات التي لا تستطيع الدولة الاستغناء عنها.
وأوضح أن أي مشروع قد يستغرق إنشاؤه فترة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، مؤكدا حرص الدولة على عدم استيراد بعض المنتجات والمواد من الخارج من أجل زيادة العمالة المصرية وتقليص الطلب على الدولار.
وأكد الرئيس السيسي أهمية الاعتماد الذاتي لإنتاج بعض المستلزمات والمنتجات التي يتم استيرادها من الخارج من أجل تخفيف الضغط على الدولار، رافضا في الوقت ذاته الآراء التي تنتقد التوسع في المشروعات القومية.
وحول التوجيهات التي أصدرها منذ شهرين بشأن ضرورة الإفراج عن المواد والمستلزمات الموجودة في المواني، قال الرئيس السيسي:“ إن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عرض عليه خطة بهذا الشأن من بينها قيام البنوك المصرية بتغطية المطلوب من الدولار لصالح هذه الاعتمادات خلال أربعة أيام”.
وتابع، أن هذه المصانع فور تشغيلها ستوفر استقرارا كبيرا في هذا المجال فضل عن توفير العملة الصعبة، مشيرا إلى أن مصنعا“ فوق أكسيد الهيدروجين ”سيجنب استيراد هذه المادة بنسبة 50 %، موضحا أن خلال عام 2024 سيتم افتتاح مجموعة أخرى من المصانع للتأكيد على توطين هذه الصناعة واستقرارها في البلاد.
وأكد الرئيس أن مصنع الأسمدة الآزوتية كان من المفترض أن يُفتتح خلال الشهر الجاري، إلا أن الأزمات العالمية أجلت الافتتاح، مشيرا إلى أنه من المقرر افتتاح ستة مصانع في العين السخنة خلال شهري فبراير ومارس المقبلين لإنتاج حوالي 700 ألف طن أسمدة آزوتية لمجابهة التطور المنشود في القطاع الزراعي الهادف لإضافة مساحة زراعية تتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين فدان خلال عامين.