Investing.com - على الرغم من أن توقعات الأسواق تشير إلى الفيدرالي سيثبت الفائدة في اجتماعه الذي بدأ أمس وسينتهي اليوم الأربعاء، إلا أن هناك العديد من المحللين يتوقعون رفعًا جديدًا للفائدة خلال اجتماع هذا الأسبوع لعدة أسباب.
وتكمن خصوصية هذا الاجتماع في أنه يبدأ في نفس يوم صدور بيانات التضخم الرئيسية.
السوق السوداء في مصر تعاني..وسر انهيار الليرة!
هل يسير الفيدرالي على خطى بنكي كندا واستراليا؟
رفع بنك كندا، الأسبوع الماضي، أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى خلال 22 عامًا، مع توقعات الأسواق بزيادة أخرى الشهر المقبل لمكافحة التضخم الجامح، حيث جاءت هذه الزيادة بالمخالفة لتوقعات الأسواق.
ومنذ يناير، توقف بنك كندا بشكل مؤقت خلال دورة التشديد النقدي لتقييم تأثير الزيادات السابقة، بعد رفع تكاليف الاقتراض ثماني مرات منذ مارس 2022 إلى أعلى مستوى في 15 عامًا عند 4.50%.
والجدير بالذكر أن الخطوة الكندية تأتي أيضًا بعد زيادة مفاجئة قدرها 25 نقطة أساس، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، من جانب بنك الاحتياطي الأسترالي.
وإذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة في اجتماع هذا الأسبوع، فسيتبع ذلك خطى بنكي كندا واستراليا.
ويشير قرار بنكي كندا واستراليا إلى أن المفاجآت ما زالت واردة، وأن البيانات قد تغير كل شيء، وأن احتمالات أن يفاجئ الفيدرالي الأسواق ما زالت موجودة ولم تتلاش.
اقرأ أيضًا: الذهب يخطو خطوة للأعلى قبل بيانات هامة.. فما هي شروط عودته صوب 1800؟
أقرأ أيضًا: توقعات بحدوث انحراف في تصويت الفيدرالي على الفائدة.. الخلاف سيضرب الاجتماع
اقرأ أيضًا: قرار صيني مفاجئ يشير إلى أزمة حادة.. اليوان يسقط وانهيار عقاري محتمل
بيانات التضخم
كما تمت الإشارة سابقًا إلى أن اجتماع هذا الأسبوع مختلف عن الاجتماعات السابقة، ويكمن هذا الاختلاف في أنه يبدأ في نفس يوم صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 4.0٪ في مايو، وهي أصغر زيادة سنوية له منذ أكثر من عامين، لكنه ظل أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأمريكي البالغ 2٪.
وفي غضون ذلك، تحدث أعضاء الفيدرالي مرارًا وتكرارًا بأن قرار الفائدة يعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية، خاصة بيانات التضخم ومن بعدها بيانات سوق العمل، وبالتالي هل تدفع البيانات الصادرة أمس الفيدرالي نحو مزيد من التشدد أم يكتفي بهذا القدر ويتوقف مؤقتًا؟ إذ تترقب الأسواق اليوم أيضًا صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين.
وأوضح صندوق النقد الدولي في هذا الشأن، يوم الخميس الماضي، بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة لأبعد من ذلك، إذا ثبت أن التضخم في البلاد سيظل مرتفعا لفترة أطول مما كان متوقعا في البداية.
الفيدرالي سيرفع الفائدة؟
يقول محللو بنك ING إنه من المرجح أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير في الربع الرابع. حيث يبدو أن البنك المركزي مستعد لتقديم تخفيضات حادة في أسعار الفائدة في الربع الأخير من العام بعد أن تظهر علامات تراجع التضخم.
وفي الوقت نفسه، يتوقع "لاري فينك" المدير التنفيذي لـشركة إدارة الأصول “بلاك روك” أن التضخم المرتفع المستمر سيجبر الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة من مرتين إلى أربعة أخرى.
وخلال مؤتمر للخدمات المالية استضافه “دوتشيه بنك”، أضاف “فينك” أن الفيدرالي لم ينته بعد من رفع الفائدة، وأن التضخم لا يزال قويًا للغاية، وذلك حسبما نقلته "بلومبرج".
وأشار “فينك” إلى أنه ليس هناك ما يضمن أن الاقتصاد الأمريكي سوف ينزلق نحو الركود أو أنه في حال حدوث ذلك سيكون ركودًا متواضعًا، كما أنه لا يرى أي دليل على انخفاض التضخم.
وفي غضون ذلك، أفاد ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، على هامش مقابلة مع شبكة CNBC أمس الاثنين، بأن التضخم من المرجح أن يظل مشكلة صعبة، حيث أظهر معدل التضخم لدى الولايات المتحدة أنه أكثر ثباتا بعض الشيء، وهو ما يفتح الباب أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة بشكل إضافي.
ربع نقطة إضافية
يعتقد الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا، جوناثان أرونسون، بأن الفيدرالي الأميركي سوف يلجأ لرفع الفائدة 25 نقطة أساس، في أي من الاجتماعين سواء اجتماع هذا الأسبوع أو التالي له مباشرة.
ويشير في تصريحات صحفية إلى أنه إذا قام الفيدرالي بتثبيت الفائدة في اجتماعه المقبل فإنه سوف يقوم برفعها في الاجتماع الذي يليه، مضيفا أن "الإجماع الآن أنه سيكون هناك ربع نقطة أخرى تضاف في الاجتماع التالي أو الذي يليه".
ومن المتوقع أن تكون هنالك نقاشات حادة داخل اللجنة و"من غير المحتمل أن يكون التصويت بالإجماع لصالح التعليق مع وجود عدد من الصقور"، بحسب غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في "إي واي"، في تصريحات سابقة له.
الفيدرالي يخالف التوقعات في كثير من الأحيان
قال المدير التنفيذي في شركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية"، إلى أن توقعات السوق ترجح كفة تثبيت سعر الفائدة، لكن في كثير من الأحيان يخالف الفيدرالي هذه التوقعات.
ويضيف: "الفيدرالي لا يزال يؤكد أن معدلات التضخم مرتفعة -مقارنة بالمعدلات المستهدفة- فضلاً عن بيانات التوظيف، التي وإن جاء بعضها إيجابي إلى حد كبير، فإن البعض الآخر لا يزال سلبياً، خاصة فيما يتعلق بإعانات البطالة (التي شهدت زيادة أكبر من المتوقع في أحدث البيانات الأسبوعية الصادرة)، ومن ثم فإن بيانات التوظيف التي تشهد تناقضات ملحوظة تجعل الفيدرالي في حيرة من أمره".
ويعتقد المدير التنفيذي في شركة VI Markets، بأن الفيدرالي في جميع الحالات سوف يتجه لمواصلة سياسة التشديد النقدي (مجموع الإجراءات التي تتبعها البنوك المركزية لتقليل الطلب على النقود)، سواء عن طريق رفع معدلات الفائدة (بمعدل 25 نقطة أساس) أو من خلال سياسة التشديد الائتماني.