Investing.com - فقد البيزو الأرجنتيني جزءًا كبيرًا من قيمته في السوق السوداء غير الرسمية خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك على وقع إعلان الحكومة عن إجراءات جديدة لتعزيز احتياطاتها المتراجعة من العملات الأجنبية والذي جاء نتيجة لمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي على خطة لسداد قروضها.
وتجاوز الدولار الأميركي مستوى 550 بيزو للدولار الواحد في السوق السوداء مقارنة بـ 528 الأسبوع الماضي، مع إعلان الحكومة اتخاذها خطوات لتحفيز الصادرات والحد من الواردات.
اقرأ أيضًا: حركة الذهب المتوقعة بعد قرار الفيدرالي.. هل يكسر الـ 2000 دولار؟
ويلجأ العديد من الأرجنتينيين إلى تحويل مدخراتهم بالعملة المحلية إلى الدولار باعتبار أن ذلك يشكل الوسيلة الدفاعية الوحيدة لمواجهة التضخم المتفشي الذي قفز عام 2020 إلى أعلى مستوياته في ثلاثة عقود، مسجلا 94,8%.
وفي حين أن انخفاض قيمة البيزو - تراجع بأكثر من 50٪ مقابل الدولار في الأشهر الـ 12 الماضية - يغذي الاستهلاك إلى حد ما، فمن المتوقع أن يدخل الاقتصاد الأرجنتيني الركود في الربع الثالث، وينكمش بأكثر من 3٪ طوال عام 2023.
وفي هذا الشأن، يقترح عالم اقتصاد أرجنتيني، مترشح للرئاسة، إنهاء العمل بالعملة المحلية بصورة نهائية. حيث قال خافيير ميلي، وهو عضو بالكونغرس، إن على الدولة تبني الدولار الأميركي رسمياً للقضاء على التضخم الذي وصل لخانة المئات.
كما تراجع احتياطي الدولة من العملات الأجنبية المقدر بـ44 مليار دولار في يناير، إلى ما يزيد قليلا عن 25 مليار دولار.
وفي النصف الأول من هذا العام، بلغ العجز التجاري للأرجنتين 4,4 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: قرار الفيدرالي وتخمينات محبطة للأسواق.. هل يفاجئ الجميع اليوم بعد الاجتماع؟
إجراءات جديدة
وتضمنت الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة تحديد سعر صرف رسمي جديد للدولار يبلغ 340 بيزو مخصص للصادرات الزراعية، أي أعلى من السعر الرسمي المحدد بـ 284 بيزو، ويُعمل به حتى 31 أغسطس.
وتشمل الإجراءات أيضا فرض ضرائب جديدة على الواردات. وأبلغ سيرجيو ماسا، وزير الاقتصاد والمرشح للانتخابات الرئاسية في أكتوبر، ممثلي الصناعات الزراعية، المصدر الرئيسي للنقد الأجنبي في الأرجنتين، أن هذه الإجراءات أملتها "واقعية اللحظة الراهنة".
صغوط الصندوق وانهيار العملة
تقع الحكومة الأرجنتينية، أكبر مقترض من صندوق النقد، تحت ضغط مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي بشأن سداد قرض بقيمة 44 مليار دولار، إضافة إلى تبعات الجفاف غير المسبوق الذي ضرب البلاد.
وأعلنت الحكومة الأرجنتينية وصندوق النقد الدولي الأحد اتفاقهما على الأهداف والمعايير الاساسية لخطة السداد.
وفشلت بوينس آيرس حتى الآن في تلبية شروط صندوق النقد الدولي الذي يطالبها بمراكمة احتياطات أجنبية وخفض العجز.
يأتي ذلك بالتزامن مع صدور بيانات وتقديرات حديثة تشير إلى أن معركة الأرجنتين لمنع عملتها من الانهيار التام قد تؤدي إلى إفلاس البنك المركزي، حيث تعاني البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة خلال السنوات القليلة الماضية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وأنفقت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية بالفعل جميع احتياطياتها الدولية السائلة، بالإضافة إلى ما يقدر بمليار دولار أخرى، مما زاد من مخاطر انهيار العملة.
وبدون النقود السائلة، تدور أسئلة حول المدة التي يمكن للحكومة أن تستمر فيها في الدفاع عن البيزو من الانهيار الشامل. حيث قد يؤدي خفض قيمة العملة إلى تأجيج التضخم.
وكان الخبير الاقتصادي "ستيف هانكي" قد وجه انتقادًا لاذعًا لصندوق النقد الدولي، إذ يرى أن برامج الصندوق هي أفضل طريقة لإعاقة النمو والغرق تحت جبل من الديون. حيث حذر من ارتفاع تضخم أسعار الغذاء الأرجنتين.