حجم أصول “الصندوق الرابع” تقترب من 50 مليار جنيه
انتعشت أذون وسندات الخزانة والصناديق التى تستثمر فيها، وصناديق الاستثمار بصفة عامة كقنوات لحفظ المدخرات لدى الأفراد، فى الوقت الذى تباطأ فيه نمو الودائع بالعملة المحلية خلال يونيو الماضى لأدنى مستوى منذ 2011 عند 9.9%.
ورصدت “البورصة” زيادة نشاط المجموعات الخاصة بصناديق الاستثمار وأذون الخزانة على مواقع التواصل الاجتماعى، وتستهدف هذه المجموعات تقديم المعلومات الخاصة بسبل الاستثمار فى الصناديق وأذون الخزانة، وأفضل قناة استثمارية للأفراد وفقًا لقيمة ادخارات كل فرد من وجهة نظر الأعضاء القدامى.
وكان “الصندوق النقدى ذو العائد اليومى التراكمى والتوزيع الدورى” الشهير على مواقع التواصل الاجتماعى بالصندوق الرابع، هو الأكثر ترشيحًا للأعضاء الباحثين عن قنوات استثمار قصيرة الأجل، وصندوق استثمار البنك الأهلى المصرى وبنك البركة مصر (EGX:SAUD) – مصر ذو العائد الدورى التراكمى (بشائر) (الشهير بالصندوق السادس) هو الأكثر ترشيحًا للباحثين عن قنوات استثمار تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
نجلة: مواقع التواصل الاجتماعى ساهمت فى جذب مستثمرين جدد لصناديق الاستثمار
قال محمود نجلة، المدير التنفيذى لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلى لإدارة الاستثمارات المالية، إن هناك إقبالا كبيرا خلال الفترة الأخيرة على وثائق صناديق الاستثمار، وأن صناديق الاستثمار تشهد نموًا خلال الفترة الحالية، مرجحًا مواصلة النمو، خاصة مع زيادة وعى الأفراد بشأن قنوات الاستثمار المتنوعة.
وأضاف نجلة، أن الإقبال لم يعد مقتصرًا على الذهب والودائع والشهادات البنكية، بل هناك توجه نحو أسهم البورصة وصناديق الاستثمار وأذون وسندات الخزانة، وأرجع زيادة وعى الأفراد بشأنها لمواقع التواصل الاجتماعى.
وتابع أن زيادة الوعى ساهم فى تغير الأفراد لسبل إدارة مدخراتهم بعيدًا عن القنوات التقليدية مثل المقتنيات الذهبية، أو حتى ودائع البنوك أو الشهادات البنكية التى ذات فترات تصل إلى 3 سنوات، بل أصبح التوجه نحو الأوعية قصيرة الأجل.
أصول صندوق “بشائر” تنمو 105.3% خلال النصف الأول من 2023
ارتفع إجمالى أصول 9 صناديق الاستثمار التابعة للبنك الأهلى 4.31% خلال أول 6 أشهر من العام الجارى، لتصل إلى 50.56 مليار جنيه بنهاية يونيو الماضى مقارنة بـ 48.47 مليار جنيه بنهاية العام الماضي. ويمتلك البنك الأهلى 12 صندوقا استثماريا.
ويعتبر الصندوق النقدى ذو العائد اليومى التراكمى والتوزيع الدورى (الشهير بالصندوق الرابع) هو صاحب الوزن النسبى الأكبر إذ يُساهم بـ 97.34% من إجمالى أصول الصناديق التابعة للبنك الأهلى.
وارتفع إجمالى أصول الصناديق (بدون الصندوق الرابع) بنحو 34.72% خلال النصف الأول من العام الجارى.
وسجل صندوق استثمار البنك الأهلى المصرى وبنك البركة – مصر ذو العائد الدورى التراكمى (بشائر)، أعلى معدل نمو خلال الفترة محل الذكر مُحققًا 113.7%، يليه صندوق استثمار البنك الأهلى المصرى الثالث ذو العائد الدورى التراكمى مُحققًا 105.31%، وثالثًا جاء صندوق استثمار البنك الأهلى المصرى الثانى ذو العائد الدورى مُحققًا 76.59%.
تحول 7 صناديق استثمار من الخسارة إلى الربحية خلال النصف الأول من العام الجارى، ونمت أرباح “الصندوق الرابع” 135.84%، وارتفعت أرباح صندوق استثمار البنك الأهلى المصرى – للاستثمار فى أدوات الدين ذو العائد الربع سنوى (الواعد) 39.69%.
وتطرق إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى لعبت الدور الأكبر فى نشر الوعى الاقتصادى والمالى بشأن أفضل قنوات الاستثمار وادخار الأموال، فغالبية المنضمين حديثًا للصندوق عرفوه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
وأشار نجلة إلى أن خدمة “الأهلى نت” ساهمت فى جذب قاعدة كبيرة من العملاء، لأنها سهلت شراء وثائق الصناديق الاستثمارية “أونلاين” وبسهولة، دون الحاجة لإجراءات معقدة أو زيارات متكررة للفروع، وفى بداية طرح صناديق الأسهم أون لاين، نجحت فى اجتذاب شريحة كبيرة للعملاء.
وذكر أن إتاحة أدوات استثمارية قصيرة الأجل، كانت عنصر جذب قوى للعملاء، وهو ما لاقى استحسان شريحة كبيرة من المتعاملين، بالإضافة إلى خيارات أدوات استثمارية طويلة الأجل، وهو تنوع يخدم احتياجات الأفراد على اختلاف فئاتهم.
وتطرق إلى أن الاستثمار فى الصناديق من خلال الإنترنت، لم يقتصر على فئات الشباب وامتد لفئات عمرية كبيرة، ولكن أغلبية الأفراد من الشباب بين 20 إلى 45 عامًا، بالإضافة إلى أن الصناديق نجحت فى جذب فئات حديثة العهد بتلك القنوات الاستثمارية وكانت تعتمد على القنوات التقليدية الشهيرة مثل الذهب أو الودائع البنكية.
وأشار إلى الصندوق الرابع يعتبر هو الصندوق الأكثر رواجًا بين الجمهور، خاصة أنه يعتبر منخفض المخاطر، مما منحه ميزة تنافسية قوية.
وأوضح أن أصول الصندوق الرابع تصل إلى نحو 50 مليار جنيه، وهو ما يجعله أكبر صندوق استثمار فى مصر والشرق الأوسط، كما أنه توظيف غالبية أمواله فى أذون الخزانة مما يجعله من أكبر المساهمين فى أذون الخزانة.
حامد: صناديق الأسهم حققت عوائد أعلى من شهادات وودائع البنوك
وقالت راندا حامد، العضو المنتدب لشركة عكاظ لإدارة المحافظ، إن صناديق الاستثمار لم تتأثر بشكل سلبى من رفع معدلات الفائدة على الودائع والشهادات من قبل البنوك، فى ظل معدلات التضخم المرتفعة خلال العام الحالى التى اقتربت من 40%.
وأضافت أن المستثمرين توجهوا الى الاستثمار فى صناديق الاستثمار فى الأسهم التى أثبت أنها اداة التحوط الافضل، وصاحبة أعلى معدل للنمو وقدرة على مواجهة معدلات التضخم وسعر الصرف، مضيفة أن بعض الصناديق حققت ارباح تخطت نسب التضخم الحالى، مما ساهم فى جذب عدد كبير من الاستثمارات.
وأشارت إلى أن الاستثمار بالصناديق الاستثمارية له مخاطر خاصة مع تحرك الأسواق، ويفضل بعض المستثمرين التوجه إلى الاستثمارات الآمنة مثل الشهادات والودائع البنكية، التى تعتبر ملاذ آمن للمستثمرين ذات عائد ثابت.
وطالبت حامد الجهات المعنية بالزام شركات إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار بالإعلان عن البيانات التاريخية للصناديق، لتسهيل عملية جذب المستثمرين خاصة فى الصناديق ذات العائد المرتفع، وأيضًا فى جذب مستثمرين جدد، مضيفة أن التحول الرقمى ضرورة من أجل مواكبة الأسواق الخارجية، وتسويق الصناديق الاستثمار وجذب عدد كبير من المستثمرين من خلال التكنولوجيا الحديثة.
حسن: الصناديق النقدية الأكثر تأثرًا بالشهادات البنكية ذات العائد المرتفع
وقال محمد حسن، مدير صناديق استثمار شركة اودن للاستثمارات المالية، إن صناديق الاستثمار بالأسهم لم تتأثر بارتفاع أسعار الفائدة نظرًا لتحقيقها عوائد مرتفعة، ووصول السوق لقمم تاريخية.
أوضح أن ذلك كان مستمرًا خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجارى، مضيفًا أن كل من الصناديق النقدية و”ذات العائد الثابت” تأثرت بارتفاع معدلات الفائدة.
وتابع حسن أن الصناديق النقدية تأثرت بشكل ايجابى مع رفع معدلات الفائدة من البنك المركزى، نظرا للمميزات المتعددة للاستثمار فى الصناديق، موضحا أن الصناديق تأثرت بشكل سلبى بالشهادات التى تلقتها البنوك لمدة 12 شهرا بعائد مرتفع، مما أدى الى سحب 30% من سيولة الصناديق النقدية وضخها الى شهادات السنوية فى البنوك.
وأوضح أن التحول الرقمى وقنوات التسويق الرقمية، هى الأهم فى الفترة القادمة، حيث سوف تساهم فى جذب عدد كبير من الاستثمارات الى الصناديق بجميع انوعها، وزيادة المعرفة بمميزات الصناديق الاستثمارية بأنواعها مثل الإعفاءات الضريبية، مشيرا إلي أن القنوات التسويق الإلكترونية قد تستهدف فئة جديدة من المستثمرين، قد تساهم فى زيادة أحجام الاستثمارات بالصناديق.
وقال رئيس قطاع البحوث بأحد البنوك الخاصة، إن المنتجات ذات العوائد المدفوعة مقدمًا فكرتها قريبة من عوائد أذون الخزانة.