Arabictrader.com - في تقرير نشرته وكالة فيتش العالمية للتصنيف الائتماني حول مسار السياسة المالية بالمملكة العربية السعودية ، أوضحت الوكالة بأن خطة المملكة لإدارة عجز متواضع في الميزانية بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي تمثل "انحرافا ملحوظا" عن المسار المالي السابق للمملكة العربية السعودية.
ووفقا للوكالة، فإن المملكة تهدف على نحو دؤوب إلى تعزيز النمو الاقتصادي غير النفطي ودعم مختلف الأولويات الاقتصادية الرئيسية المحددة في خطة التنمية الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية في 2030.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن البيان التمهيدي للميزانية السعودية لعام 2024، والمنشور في سبتمبر الماضي، أكد على أهمية الإصلاحات الهيكلية الجارية والاستدامة المالية، بما في ذلك الحفاظ على الاحتياطيات الحكومية وإدارة العجز العام.
وعلقت فيتش بأن هذا التحول في السياسة المالية السعودية من شأنه أن يحقق فوائد اقتصادية للمملكة وعلى رأسها تسجيل فوائض سنوية وانخفاض نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي، كما يعكس قرار الحكومة للاستفادة من المرونة المالية للمملكة بغية دعم التوسع الاقتصادي القوي غير النفطي.
ومع ذلك، حذرت وكالة فيتش العالمية من أن السياسة المالية الأكثر مسايرة للتقلبات الدورية الموضحة في بيان ما قبل الميزانية، قد تعرض المملكة العربية السعودية لمخاطر أكبر حال نشوب صدمات اقتصادية عالمية تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.
وفي مثل هذا السيناريو، قد تحتاج الحكومة السعودية إلى تقليص الإنفاق، على غرار إجراءات مماثلة اتخذتها المملكة في الماضي، للتخفيف من التداعيات على المالية العامة، ويمكن أن يؤدي هذا النهج، رُغم أنه يحمي الاستقرار المالي للمملكة، إلى تفاقم تقلبات الاقتصاد الكلي داخل السعودية.
وهناك أيضا خطر متزايد من أن تصبح مستويات الإنفاق المرتفعة راسخة خاصة إذا ظلت أسعار النفط مرتفعة؛ مما قد يعقد التغييرات المستقبلية للنفقات الحكومية.
واستنادا إلى بيان ما قبل الميزانية، توقعت وكالة التصنيف الائتماني انخفاض الميزانية السعودية بنحو 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023، بافتراض أن سعر النفط السنوي يبلغ 80 دولارا للبرميل.
وإذا بلغ متوسط أسعار النفط 85 دولارا للبرميل، كما تتوقع السعودية ، فإن العجز المحتمل لعام 2023 سيكون أقرب إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي؛ غير أن بيان ما قبل الميزانية لا يكشف عن افتراضاته المتعلقة بأسعار النفط.