Investing.com - تسبب تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال الفترة الماضية، بجانب انخفاض وارداتها من نفس السلعة من ناحية أخرى، في أزمة طاقة انصرفت إلى قطاعات مختلفة بالاقتصاد المصري، كان أهمها قطاع الأسمدة والبتروكيماويات.
وأعلن مجلس الوزراء المصري، يوم الأحد، أن واردات البلاد من الغاز قد انخفضت إلى الصفر، بعد أن كانت تبلغ 800 مليون قدم مكعبة يومياً.
اقرأ أيضًا: بورصة مصر تتحول للصعود بعد جلستين من التراجع.. وجهينة يصعد بشكل ملحوظ
يأتي ذلك بعدما أوقفت إسرائيل صادراتها من الغاز إلى مصر، وهو الأمر الذي انعكس على قطاع الكهرباء في مصر بشكل سلبي، بجانب قطاع الأسمدة أيضًا.
وتعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية جانب من الطلب المحلي، وكذلك لإعادة التصدير.
حلوان والإسكندرية للأسمدة.. نقص الغاز
قامت الحكومة المصرية بتخفيض إمدادات الغاز الطبيعي لشركات الأسمدة العاملة في البلاد بنسبة تقدر بحوالي 30% اعتبارًا من يوم الجمعة الماضي، حيث تم إبلاغ هذه الشركات بذلك من خلال خطابات رسمية، وفقًا لمصادر حكومية تحدثت مع صحيفة "الشرق".
,أدى هذا القرار إلى توقف شركة حلوان للأسمدة عن الإنتاج منذ ثلاثة أيام، وفقًا لمصادر موقع "العربية".
وصرَّح مصدران داخل الشركة بأنه بناءً على كميات الغاز المتاحة، يتطلب للمصنع على الأقل ثلاثة أيام للحصول على الطاقة الكافية لتشغيله. ولكن في الظروف الراهنة، يمكن أن يكون توفر الغاز لمدة يومين فقط، ومن ثم قد يتوقف تمامًا في اليوم الثالث. وهذا من شأنه أن يضع المصنع في موقف صعب، وبالتالي من الأفضل تعليق الإنتاج بالكامل. يجدر بالذكر أن المصنع يعمل على مدار 24 ساعة يوميًا في الظروف الطبيعية، ويتم التوقف لمدة شهر واحد فقط سنويًا لأعمال الصيانة الدورية.
فيما أفاد مصدر داخل شركة الإسكندرية للأسمدة لـ "العربية"، بأنه تم إرسال إخطار يفيد بتقليص توريدات الغاز بنسبة 30%. وتوقع أن يؤثر ذلك في الإنتاج، لكنه أشار إلى أن الحصص التصديرية ستتأثر بشكل كبير. وهو ما سيترتب عليه تأثير على عائدات الشركة بالدولار، حيث يتم استخدام معظم هذه العائدات لتسديد مستحقات الغاز نفسه.
وفيما يخص رفع الأسعار، أكد المصدر أن الشركة لا تنوي حالياً اتخاذ هذه الخطوة، وأضاف "نحن ننتظر لنرى كيف ستتطور الأمور في المستقبل".
اقرأ أيضًا: الفائدة في مصر: هل يواجه المركزي الضغوط المتزايدة على الجنيه بشكل استباقي؟
سيدي كرير.. الإنتاج يتأثر
في تصريحات خاصة لقناة CNBC عربية، أكد رئيس مجلس إدارة شركة سيدي كرير للبتروكيماويات (EGX:SKPC)، محمد إبراهيم، أن عمليات الإنتاج في الشركة بدأت تستعيد تدريجياً نشاطها اعتباراً من يوم أمس، بعدما توقفت تماماً خلال أيام الأحد والاثنين الماضيين بسبب انقطاع إمدادات الغاز بشكل كامل عن الشركة.
وأشار إلى أن إمدادات الغاز استؤنفت يوم أمس، لكنها تأتي بكميات أقل بنحو 50% من المستوى العادي.
"تلقينا يوم أمس ما بين 25 إلى 30 طناً من الغاز في الساعة، وهو ما يقل بنسبة تقدر بحوالي 50% من الكميات التي تعتمدها الشركة والتي تبلغ حوالي 60 طنًا في الساعة"، وفقاً لما أفاد به إبراهيم.
أبو قير وموبكو
أعلنت شركة أبو قير للأسمدة و الصناعات الكيماوية (EGX:ABUK) أن كميات الغاز التي تم توريدها للشركة تراجعت بنسبة 11% خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أنها تمكنت من التكيف مع هذا الانخفاض من خلال ترشيد استهلاكها.
فيما أوضحت شركة مصر لإنتاج الأسمدة (EGX:MFPC) "موبكو" أن خطوط الإنتاج لديها لم تتوقف عن العمل منذ بداية انخفاض ضغط الغاز الطبيعي في 27 أكتوبر الماضي، وأكدت أن لديها مخزون استراتيجي من منتجاتها. مضيفة أنه لا يوجد أي تأثير لهذا الانخفاض على حجم الإنتاج والمبيعات التابعة للشركة.
العائدات الدولارية
قال الدكتور شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية في اتحاد الصناعات المصرية، وكذلك رئيس شركة أبو زعبل للأسمدة والكيماويات، إن شركات إنتاج الأسمدة الأزوتية هي الأكثر تأثراً بقرار الحكومة المصرية بخفض توريدات الغاز للمصانع ذات الاستهلاك الكبير، حيث إنها تعتمد على الغاز كمادة خام أساسية. كما أن مصانع الحديد والصلب والزجاج تعتمد عليه أيضاً كمصدر للطاقة في معظم الأحوال.
وأشار إلى أن قطاع الأسمدة في مصر سيتأثر سلباً إذا استمر تقليص إمدادات الغاز للمصانع، خاصة على صعيد الصادرات، لأن الأسمدة تُعد من بين أهم المنتجات التي تصدرها مصر، وتسهم في تحقيق عائدات دولارية للبلاد.
وأضاف قائلاً: "الفترة المقبلة قد تشهد طلباً لاستيراد الغاز الطبيعي، ومصر كانت لديها رؤية في هذا الأمر. وفي عام 2016، قامت بتأجير إحدى السفن التي تستخدم لتحويل الغاز المسال المستورد إلى الشكل الغازي، وهذه السفينة ما زالت متاحة حالياً ويمكن استخدامها في إحدى الموانئ المصرية لتسهيل عملية الاستيراد."
وأختتم قائلاً: "يجب علينا أن نستورد الغاز، فإذا لم نفعل ذلك ستحدث مشكلة ولا يوجد حلاً آخر."