Investing.com - أظهر سوق السندات تراجعًا متزايدًا في الثقة يوماً بعد يوم بشأن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ تخفيضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.
المتعاملون في السوق يسعرون احتمالات تقدر بنحو 20% أن يحتفظ الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة دون تغيير في نوفمبر أو ديسمبر. في هذا الوقت من الأسبوع الماضي، حتى بعد تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة، أشارت العقود الآجلة إلى أن هناك أكثر من 50 نقطة أساس من التخفيضات قبل نهاية العام، على الأرجح عبر تخفيضات متتالية.
انخفاض السندات وعوائدها المرتفعة
تراجعت سندات الخزانة هذا الأسبوع نتيجة لذلك. مؤشر بلومبيرغ لسندات الولايات المتحدة يوشك على تسجيل أسبوعه الرابع على التوالي من الانخفاضات، وهو أسوأ سلسلة له منذ أبريل. فيما عادت عوائد السندات ذات أجل 10 سنوات لتتجاوز 4%، في حين أن عائد السندات ذات أجل 30 سنة وصل إلى 4.41%، وهو الأعلى منذ 30 يوليو.
هذا التحول يعكس سلسلة من التقارير الاقتصادية المتباينة التي فشلت في تقديم مبررات كافية لتخفيف السياسة النقدية بشكل كبير. بينما تُظهر مخططات الاحتياطي الفيدرالي لتوقعات معدلات الفائدة تخفيضين إضافيين هذا العام، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، هذا الأسبوع إنه يفكر في تأييد التوقف عن تخفيضات الفائدة. من جهة أخرى، صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن هناك احتمالاً لتخفيض واحد أو اثنين إضافيين هذا العام.
رؤية السوق حول "الهبوط الصعب"
كتب كيت جوكس من "Societe Generale SA" في مذكرة أن "السوق أصبحت أقل يقينًا بشأن ما سيحدث في اجتماعات اللجنة الفيدرالية المفتوحة القادمة، لكنها أكثر ثقة — كما يظهر من خلال ارتفاع بنحو 50 نقطة أساس في عوائد السندات ذات أجل 10 سنوات منذ منتصف سبتمبر — بأن ‘الهبوط الصعب’ سيتم تجنبه." هذا يشير إلى رؤية أن “عدم حدوث الهبوط” مرجح بنفس قدر الهبوط السلس، مما يثير القلق أنه إذا لم يحدث ضبط مالي، فقد تعاود مخاطر التضخم الظهور.
والهبوط السلس هو الوضع الذي يسيطر فيه الفيدرالي على التضخم دون التأثير على النمو الاقتصادي أو سوق العمل، وهو الوضع الذي يحاول تنفيذه منذ بدء رفع أسعار الفائدة.
بيانات التضخم تضغط على الفيدرالي
أظهرت بيانات التضخم الاستهلاكي، التي جاءت أعلى من المتوقع يوم الخميس، علامات على زيادة الضغوط الأجور، كما رأينا في بيانات التوظيف الأسبوع الماضي. إلا أن بيانات الأسعار بالجملة التي صدرت يوم الجمعة كانت أكثر اعتدالاً بشكل عام.
وتظهر الأنشطة في أسواق المشتقات أن المستثمرين يتحوطون لعدد أقل من تخفيضات الفائدة مما هو متوقع حالياً. الطلب على الخيارات المرتبطة بسعر التمويل الليلي المضمون (SOFR) يركز على العقود التي تستهدف تخفيضًا إضافيًا واحدًا لأسعار الفائدة هذا العام. وفي سوق العقود الآجلة، حدثت موجة من تصفية الرهانات على مكاسب السندات.