Investing.com - قلص المتعاملون رهاناتهم خلال تعاملات يوم الأربعاء على خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي العام المقبل، مع ظهور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية وإعلان دونالد ترامب انتصاره في السباق الرئاسي.
يتوقع متداولو العقود الآجلة المرتبطة بسعر الفائدة الذي يعتمده بنك الاحتياطي الفيدرالي أن البنك المركزي الأمريكي سوف يخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع ومرة أخرى في ديسمبر، لكنهم يرون الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يوقف تخفيضات أسعار الفائدة بعد تخفيضين آخرين فقط في النصف الأول من عام 2025، مما يدفع السعر إلى نطاق 3.75% -4%.
ومنذ قليل، أعلن دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء، حيث تفوق المرشح الجمهوري على كامالا هاريس في أصوات المجمع الانتخابي المتوقعة في الانتخابات الرئاسية.
وهو النبأ الذي أكده رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، منذ قليل، حيث أعلن أن ترامب هو الفائز في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
سيكون ترامب أول رئيس يخدم ولايتين غير متتاليتين منذ غروفر كليفلاند في عام 1892، وهو ثاني رئيس في التاريخ الأميركي يحقق ذلك، حيث يأتي ذلك بعد حصوله على 277 صوتًا متجاوزًا الـ 270 صوتًا اللازمين للفوز بشكل مباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فيما حصلت هاريس على 226 صوتًا حتى الآن.
عودة ترامب وآثارها على الدولار
يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعاً لمدة يومين يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ولكن فوز ترامب قد يعقد النظرة المستقبلية لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، ارتفع الدولار بأكبر مستوى له في عامين حيث راهن المستثمرون على أن دونالد ترامب سوف يخلق اقتصادًا أمريكيًا بمزيج من النمو الاقتصادي المرتفع والتضخم المتنامي.
جاء ارتفاع الدولار هذا على الرغم من سعي دونالد ترامب إلى إضعافه في ولايته الجديدة، حيث يأتي موضوع قوة الدولار على رأس أولويات ترمب ونائبه عضو مجلس جيه دي فانس من ولاية أوهايو، حيث أعرب كلاهما عن رغبته في تخفيض قيمة الدولار، حسبما كتب مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "جيه بي مورغان"، في مذكرة نشرت الشهر الماضي.
ارتفعت العملة الأمريكية مقابل اليورو والين والجنيه الإسترليني يوم الأربعاء بناءً على التوقعات بأن خطط الرئيس السابق لرفع التعريفات الجمركية وخفض الضرائب من شأنها أن تدفع التضخم إلى الارتفاع وتقلل من وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة.
ارتفع مؤشر الدولار، وهو مقياس للعملة مقابل سلة من العملات المنافسة، بنسبة 1.4 في المائة، مسجلاً أكبر مكسب يومي له منذ نوفمبر 2022. وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 1 في المائة مقابل الدولار عند 1.291 دولار، في حين انخفض اليورو بنسبة 1.6 في المائة إلى 1.076 دولار.
فيما تم تداول العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بارتفاع 0.14 نقطة مئوية عند 4.43 في المائة، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل يوليو بين عشية وضحاها. بلغ "السند الطويل الأجل" لمدة 30 عامًا 4.62 في المائة بأكبر تحرك يومي له في أكثر من عام.
خطر التعريفات الجمركية والدولار
وقال أندرو بيز، رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية في راسل للاستثمارات: "إن الخطر هنا هو أن المستثمرين متفائلون للغاية بشأن احتمالات فرض المزيد من التعريفات الجمركية وتجدد الحرب التجارية، نظراً لأن التأثير الاقتصادي للحرب التجارية في عهد ترامب في ولايته الأولى كان محدوداً نسبياً".
وحذر لوكا باوليني، كبير الاستراتيجيين في شركة بيكتيت لإدارة الأصول، من أنه قد تكون هناك تقلبات في المستقبل إذا انتُخب ترامب ونفذ خطته الخاصة بالتعريفات الجمركية.
من ناحية أخرىـ أفاد بنك "جيه بي مورغان" بأن استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي وعدم تعاون الدول الأخرى قد يعيقان محاولات إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية لتقليص قيمة الدولار.
وأشار بعض الخبراء إلى أن رغبة ترامب في إضعاف الدولار تتناقض مع سياسته التجارية، حيث تفترض النظرية الاقتصادية أن فرض الرسوم الجمركية على الواردات يؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية.
ولكن هذا التعقيد لا يعني بالضرورة أن إدارة ترامب لن تسعى لتنفيذ سياسات تهدف إلى خفض قيمة الدولار، وفقاً لتقرير "جيه بي مورغان".
وقال فيرولي: "هناك تحفظات كبيرة بين الاقتصاديين بشأن فعالية أو حتى تأثير التدخل الأحادي في محاولة إضعاف الدولار". وأضاف: "لكن ذلك لا يعني أن الإدارة قد تستبعد هذا الخيار".
وتابع فيرولي: "من غير المرجح أن يكون هناك شك في أن الرئيس قد يستخدم موارد صندوق استقرار سعر الصرف لمحاولة إضعاف الدولار". ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي تحت قيادة جيروم باول سيتعاون في محاولات خفض قيمة الدولار أم لا، أمرًا "غامضًا".