من إيجي توكساباي وجوناثان سبايسر
أنقرة/اسطنبول (رويترز) - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين إن وحدات حماية الشعب الكردية لم تنسحب تماما بعد من شمال شرق سوريا بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا ينقضي أجله قريبا وذلك بينما تستعد أنقرة لبحث خطواتها التالية مع موسكو.
وبدأت تركيا في التاسع من أكتوبر تشرين الأول هجوما على شمال شرق سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواته من المنطقة مما أحدث تحولا في ميزان القوى الإقليمي يقول محللون إنه عاد بالفائدة على موسكو ودمشق.
وقال جاويش أوغلو إن وفدا روسيا في طريقه إلى تركيا لبحث تسيير دوريات مشتركة قد تبدأ قريبا ربما يوم الثلاثاء.
وأوضح أنه إذا لم تنفذ وحدات حماية الشعب الاتفاق وتنسحب من مساحة تزيد على 30 كيلومترا على امتداد الحدود التركية فإن أنقرة "ستُخرج هؤلاء الإرهابيين من هنا".
وأضاف في تصريح للصحفيين بأنقرة "هناك من انسحبوا. النظام (السوري) يؤكد ذلك وروسيا تؤكد ذلك أيضا. لكن ليس من الممكن القول بأن جميعهم انسحب".
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية لصلاتها بمتمردين أكراد في جنوب شرق تركيا. لكن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتضم وحدات حماية الشعب كانت حليفا مهما للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الأحد إنها وافقت على الانسحاب لمسافة تربو على 30 كيلومترا من الحدود التركية في المنطقة التي كانت تسيطر عليها حتى انسحاب القوات الأمريكية.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين اتفقا في 22 أكتوبر تشرين الأول على أن تخلي قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية منطقة الحدود من وحدات حماية الشعب خلال ستة أيام تنتهي يوم الثلاثاء.
ويسمح الاتفاق لقوات الأسد بالعودة إلى أجزاء من الحدود الشمالية مع تركيا للمرة الأولى منذ سنوات.
ووفقا للاتفاق ستبدأ القوات الروسية والتركية اعتبارا من يوم الثلاثاء دوريات في جزء من الحدود السورية التركية بعمق عشرة كيلومترات في الأراضي السورية.
وقال جاويش أوغلو "الآن سيأتي وفد عسكري روسي (إلى تركيا) ... سيبحث أصدقاؤنا كلا من أحدث مستجدات قضية الانسحاب ... وكيف ستسير الدوريات في نهاية (مهلة) 150 ساعة (يوم الثلاثاء) وماذا سنفعل معا وما هي الخطوات التي سنتخذها".
وستمتد الدوريات المشتركة من نهر الفرات في الغرب إلى الحدود العراقية في الشرق باستثناء مدينة القامشلي التي يسيطر عليها الأكراد لتغطي جزءا من "المنطقة الآمنة" التي قالت تركيا إنها ستشرف عليها.
وفي ظل الصراع بين أنقرة ودمشق في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد، فقد تظهر مخاطر أخرى مع توجه قوات من الحكومة السورية وحرس الحدود إلى شمال شرق سوريا وفقا للاتفاق الذي توسطت فيه موسكو.
وكانت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ذكرت يوم الأحد أن اشتباكات وقعت بين القوات الحكومية السورية والقوات التركية قرب مدينة رأس العين على الحدود التركية. ولم تؤكد تركيا بعد تلك الاشتباكات.
ومن المقرر أن تعقد لجنة مكلفة بإعداد الترتيبات السياسية في سوريا لفترة ما بعد الحرب أول اجتماعاتها في جنيف يوم الأربعاء.
وقال جير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا إن وزير الخارجية التركي سيلتقي بنظيريه الروسي والإيراني في جنيف يوم الثلاثاء قبل اجتماع اللجنة.
(إعداد لبنى صبري ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)